منذ العصر الحجري القديم حيث كان الإنسان يستخدم الحجر المنحوت، وصولاً إلى العصور الأكثر حداثة، كانت تبسة دائمًا تعرف بأنها توقف لمختلف الحضارات، حيث تُظهر الآثار الباقية من مرور الإنسان آثارًا لا تُنسى. كانت هناك بصمات موجودة في غاستيل وكهوفها التي تم تحويلها إلى مقابر، ومن زمن الرومان، كانت هناك آثار للعصور القديمة في المواقع مثل إلما لبيود ووادي جبانة وتازبنت وجبل دوكان. وفيما بعد، جاء الفينيقيون إلى هذه السواحل وأسسوا علاقات تجارية مع المدن الداخلية مثل سوق أحرص ومداوروش وتبسة، التي كانت مركزًا مهمًا للعبور نحو المدينة الكبرى في الشمال وهي قرطاج. ثم جاءت حكمة الرومان والبيزنطيين حيث تبقى اليوم العديد من المعالم والمواقع الأثرية واضحة بما فيه الكفاية، مجموعة من المعالم المعمارية الرائعة معروفة عالميًا، ولكن بعضها معرض لتأثيرات الزمن وخاصة الأعمال التخريبية، خاصة تلك التي تقع في المناطق الحضرية. مثل الحصن البيزنطي الذي شيد في القرن الرابع من قبل سليمان، بوابته الشمالية ليست سوى قوس النصر كاراكالا، وهي معلم أثري فريد من نوعه معرض لجميع أنواع الاعتداءات اليومية. وبعيدًا عن ذلك، عند سفح جبل دوكان وعلى بعد 3 كيلومترات من وسط المدينة الحالي، نجد آثار بناء مدينة عتيقة كبيرة. للأسف، هذا الموقع أيضًا يتعرض للتدمير التدريجي، حيث تم بناء مبانٍ غير قانونية حوله. وتمتلك تبسة أيضًا آثارًا من الفترة الإسلامية مثل ضريح القديس سيدي بن سعيد، والذي يعود تاريخه إلى عام 1842، بالإضافة إلى مسجد "العتيق" الذي شُيد خلال الحكم العثماني في المنطقة. كل هذا التراث التاريخي والثقافي، الذي يحمل قيمة لا تُقدر بثمن، لا يزال غير مُستغل بشكل كاف أو على الإطلاق، وهو إرث ثقافي عالمي يجب الحفاظ عليه وإعادة تقديره من خلال مشاريع تعزيز السياحة الثقافية. وهناك أيضًا مواقع طبيعية تنتظر التنمية والاستثمار كمناطق ترفيهية، مثل منطقة بوعقوص وخنقة بكارية مع ينابيعها العذبة، ومناطق تونوكلا والقعقعة الخضراء وواحات نقرين وفرقان في جنوب الولاية. عندما يتم تنميتها واستثمارها، ستتمكن تبسة أخيرًا من التخلص من هذه الصورة السلبية كمنطقة تعاني من تداول السلع المهربة والتآكل الضار، لأن المنطقة، بفضل حدودها البرية الطويلة وتنوعها الطبيعي، يمكن أن تصبح في المستقبل القريب مركزًا جاذبًا للسياح الوطنيين والأجانب.
تاريخ الإضافة : 26/09/2023
مضاف من طرف : patrimoinealgerie