كل المؤشّرات الأولية توحي بأنّ الموسم الفلاحي الحالي ناجح بامتياز إثر التّساقطات المطرية ذات الفائدة الكبيرة على كامل ولايات الوطن لأيام متتالية، وبنسبة عالية لها الفعل الايجابي على فلاحتنا.واستنادا إلى مراسلينا في عين المكان، فإنّ الكميات المتهاطلة أعادت حقّا الحياة أو بالأحرى الأمل للفلاحين، ولكل من يشتغل في الأرض من قريب أو بعيد أو له علاقة مباشرة بها بعد أن أبدوا تخوّفاتهم من موسم جاف قد يرهن كل ما خصّصوه من امكانيات مادية وبشرية، زادهم في ذلك هاجس التّفكير في الكيفية التي يتم من خلالها سقي كل تلك المساحات الهائلة في شتى أنواع الخضر والفواكه، وخاصة الحبوب والبقوليات.
هذه التّخوّفات تبدّدت فورا عقب تلك الأمطار الغزيرة المتساقطة عبر الولايات معلنة موسما فلاحيا متميّزا عن سابقيه، وهذا بشهادة المهنيّين بأنفسهم الذين يتوقّعون إنتاجا قياسيا في المواد الفلاحية ممّا قد يؤدّي إلى عرض كبير تلمس آثاره من خلال الأسعار المعقولة.
هذا ما يتداول بقوّة في الوسط الفلاحي اليوم نظرا لتلك الكميات التي ارتوت بها الأرض في فترة وجيزة سمحت للكثير بالتخلي عن السّقي بالتقطير، وغيره من أساليب أخرى تعتبر من البدائل في حالة شح السّماء وتستعمل عند ملاحظة بوادر الجفاف في الحقول.
وبالتوازي مع ذلك، فإنّ السّدود والحواجز المائية وغيرها استقبلت سيولا من المياه في زمن محدود جدا يؤشّر لآفاق واعدة في استعمالاته للسّقي أو للشّرب، ومهما كانت التأثيرات الطبيعية النّاجمة عمّا تخلّفه الرّطوبة والصّقيع حيال المزروعات أو بروز أمراض فطرية، فإنّ الأمر لا ينظر من هذه الزّاوية الضيّقة التي يمكن التكفل بها إذا ما تمّ المتابعة الصّارمة لمثل هذه الحالات. وإنما الانشغال الملح هو تفادي السّقوط في وضع معقّد كالجفاف، الذي لا يمكن التحكم فيه نظرا لتداعياته الخطيرة على موسم فلاحي كامل خصّصت له استثمارات لا تقدّر بثمن، وهذا ما يخيف دائما النّاشطين في هذا القطاع، وقد عانينا من هذه الظّاهرة فيما مضى بشكل مؤثّر حقّا، ووصل الأمر إلى غاية شهر أفريل الذي يعد مقياسا لتقييم ما مدى ظهور الجفاف من عدمه ولم تسقط قطرة من الأمطار، وقد مرّت علينا سنوات على هذه المعاناة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جمال أوكيلي
المصدر : www.ech-chaab.net