الجزائر

تاملوكة بأزفون قرية حضرية بمعالم بدائية



شكاوى حُفظت في أدراج مكاتب المسؤولين
تعيش قرية تاملوكة التي تقع وسط المدينة الساحلية أزفون، بولاية تيزي وزو، والتي تعتبر من أعرق وأكبر المدن الساحلية لما تملكه من مقوّمات سياحية تجلب إليها السيّاح وتتحوّل الى قبلة للزائرين، خاصة في موسم الاصطياف، أوضاعا مزرية في ظل غياب مشاريع تنموية.
قرية تاملوكة لم يشفع لها موقعها الاستراتيجي لمواكبة العصرنة والحصول على أدنى ضروريات الحياة لساكنيها، فهي قرية حضارية بمعالم حياة بدائية رغم مجهودات السكان لإخراجها من نفق التخلف وظلم المسؤولين لها، والذين وعلى حسب تصريحات السكان الغائب الحاضر بالرغم من مرورهم على القرية يوميا، بحكم أنها قريبة من مقرّات مختلف الإدارات ومكاتب المسؤولين.
الزائر لقرية تاملوكة بأزفون يقف على حجم النقائص التي يعيش فيها السكان الذين يعانون من تأخر عجلة التنمية في جميع المجالات، حيث لا تزال قنوات الصرف الصحي، الكهرباء، المياه الصالحة للشرب والطرقات من بين الأحلام البعيدة المنال لدى سكان تاهت بهم السبل وضاقوا ذرعا بالوعود الواهية لتحسين ظروفهم المعيشية المزرية.
صنّفت القرية ضمن مناطق الظل، وبرغم ذلك فهي لم تلفت انتباه أي مسؤول رغم صرخة المعاناة التي أطلقها السكان في أكثر من مناسبة، حيث ترتسم معالم الحياة البدائية في أرجائها، وهذا ما يظهر جليا في وضعية طرقاتها المهترئة حيث لم يجد الاسمنت والتهيئة الحضرية طريقه إليها، ولا حتى أدنى الضروريات المقتصرة على مياه للشرب.
قنوات الصرف الصحّي، والربط بالتيار الكهربائي في القرية لا يتجاوزان 40 ٪ بالرغم من أنها من أقدم التجمعات السكنية المتواجدة بمدينة أزفون، وعلى بعد 500 متر فقط من شاطئ الخروبة الذي يستقطب سنويا الملايين من المصطافين والسيّاح.
دفعت أزمة الكهرباء العائلات الى ربط منازلها بالتيار الكهربائي بطرق عشوائية مخاطرها أكبر من منافعها، ناهيك عن الانقطاعات المتكرّرة طوال أيام السنة، هذه المشكلة التي أرجعتها مصالح سونلغاز على لسان ممثلها المرافق للجنة المتنقلة الى القرية سابقا، أنها ناجمة من الربط العشوائي للسكنات، وكذا الورشات، ولمواجهة الأمر يتوجب القضاء على الربط العشوائي وغير القانوني مع تسليم قائمة السكنات غير موصولة بالكهرباء للسلطات المحلية، قصد رفعها أمام مصالح مديرية سونلغاز لبرمجة مشروع خاص بالقرية، إلا أنه وبعد مرور قُرابة السنة على الاجتماع المذكور، لا جديد يذكر والمشروع لا يزال يرواح مكانه.
انشغالات السكان ومتاعب القرية لا تتوقف على الانقطاعات الكهربائية فقط، وإنما تعدّّاه الى صوم وجفاف حنفياتهم لشهور متتالية خاصة في فصل الصيف حيث تزداد الحاجة للمياه ما يدفع السكان الى رحلة البحث المضني عن موارد أخرى للتزوّد بالمياه الشروب، تفاديا للموت عطشا، وهذا أمام مرأى المسؤولين.
لا تتجاوز نسبة توّفر هذا المورد الحيوي في القرية 10 ٪، ويعاني السكان الويلات مع الجفاف رغم محاولات توفيره عبر صهاريج البلدية، إلا أن حاجيات السكان تتجاوز الكميات الموّجهة لهم عبر القنوات والصهاريج.
وعود مجرّد مسكنّات
انعدام مشروع لقنوات الصرف الصحي نغّص حياة السكان، حيث لا تتجاوز نسبة الربط في القرية 20 ٪، ما يجعل المنطقة تغرق في القذارة والمياه غير الصالحة للإستعمال تسيل في العراء، لتعطي وصفا دقيقا للمعاناة الحقيقية التي اجتمعت فيها الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الضّارة صيفا، الأمر الذي يهدّد بانتشار الأوبئة والأمراض.
الحالة الكارثية والوضعية التي تتواجد عليها الطرقات أزمت من كل هذه المعاناة اليومية حيث صرح السكان أن طرقاتهم تتحول في الشتاء الى برك من المياه والأوحال ما يصعب السير والتنقل من خلالها، مشيرين في ذات السياق أن المسؤولين السبب الرئيس في إعاقة وعرقلة عجلة التنمية في المنطقة، وهذا من خلال سياسة تخدير العقول والوعود الواهية التي تسكن آلامهم ومعاناتهم في كل مرّة.
معاناة السكان وتجاهل السلطات لهم، دفعت بهم الى الخروج في وقفات احتجاجية للفت انتباهها حيث شلوا حركة الطريق الوطني رقم 25 الرابط بين تيزي وزو وبجاية عبر الجهة الساحلية لعدة أيام، الى جانب تنظيم حركة احتجاجية أخرى شهر أوت 2020، أسفرت عن إيفاد وفد ولجنة ولائية لمعاينة الوضعية والوقوف على معاناة وانشغالات السكان.
بعد إجراء مجموعة من التقارير، تم تصنيف القرية في خانة مناطق الظل، وعلى إثرها تم تسجيل عدة مشاريع تنموية لدفع عجلة التنمية فيها وإخراجها من النفق المظلم الذي تتواجد فيه، إلا أنه والى غاية اليوم لم تعرف النور فقد بقيت مجرّد حبر على ورق، الأمر الذي زاد من استياء السكان.
السكان الذين ضاقوا ذرعا من وضعيتهم الكارثية هدّدوا للخروج مجددا للشارع خصوصا وأن الصيف على الأبواب وندرة المياه الصالحة للشرب والانقطاعات الكهربائية تزداد تأزما في هذه الفترة، مطالبين بضرورة تدخل والي الولاية من أجل وضع حد نهائي لمعاناة رافقتهم سنوات طويلا وتهدّد بالانفجار في أية لحظة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)