يتناول هذا البحث الرؤية العلمانية لظاهرة الأديان والوحي عموماً، وهي رؤية تندرج في داخل المنهجية المادية العامة التي تسعى دائماً لتفسير الظواهر اللصيقة بالإنسان تفسيراً (محايثاً) بحسب التعبير العلماني أي مادياً وليس (مفارقاً) أي غيبياً. وقد كان ظهر هذا المنهج في الفلسفة الغربية على أثر الصراع الدامي بين الكنيسة والعلم لعدة قرون، وانحسار الصراع لصالح العلم، وانهزام الكنيسة وسدنتها أمام مطرقة العلم والبحث العلمي، وقد اكتشف الإنسان الغربي أنه ظل مخدوعاً طوال ألف سنة بمقولات خرافية، ومعتقدات هلامية لم تصمد أمام البحث العلمي، فشكل ذلك لديه ردة فعل سلبية قوية إزاء مفهوم الدين عموماً، ولم يخطر في باله أبداً أنه إذا كانت ديانة الكنيسة قد سقطت فهذا لا يعني سقوط الدين الحق، فليس من الضروري أن يتمثل الحق حصراً في الكنيسة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - أحمد إدريس الطعان
المصدر : الإحياء Volume 11, Numéro 1, Pages 56-93