الجزائر

تؤهله لاكتساب العلوم ومواجهة تحديات المستقبل 




تشهد، اليوم، مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، انطلاق عملية الاقتراع المزدوج لانتخابات تسيير أموال الخدمات الاجتماعية من قبل أساتذة وعمال التربية الوطنية وسط اختلاف في الرؤى من قبل النقابات الوطنية للقطاع حول مبدأ تسيير 2000 مليار سنتيم التي تمثل الخدمات الاجتماعية.   
وسيتمكن أساتذة وعمال القطاع في أول انتخابات لتسيير أموال الخدمات الاجتماعية المقررة اليوم بكل المؤسسات التربوية من تسيير أموالهم بكل حرية والاستفادة منها، بعد أن كان هذا الملف على مدار السنوات الأخيرة الشغل الشاغل لنقابات التربية الوطنية والذي توج فيما بعد بالمنشور الوزاري رقم 618 الصادر بتاريخ 15 نوفمبر 2011 والمتعلق بتنظيم انتخابات لجان تسيير الخدمات  الاجتماعية لعمال التربية.
وستكون الأسرة التربوية، اليوم، أمام اقتراع مزدوج للتصويت ما بين الوثيقة رقم 01 التي تحث على التصويت على خيار التسيير المركزي لأموال الخدمات الاجتماعية، وبين التصويت للوثيقة رقم 02 التي تنص على اختيار التسيير المحلي لأموال هذه الخدمات.
وتدافع كل النقابات على خياراتها في محاولة لإقناع أساتذة وعمال القطاع للتصويت على المبدأ الذي تراه كل واحدة منها الخيار الأصح والأمثل لاستفادة الأسرة التربوية من هذه الأموال المقدرة بـ2000 مليار سنتيم، حيث يرى في هذا الصدد أصحاب اعتماد التسيير اللامركزي لملف الخدمات الاجتماعية أن هذا الخيار يعد الأمثل لضمان استفادة عمال القطاع بطريقة مباشرة وسريعة من مستحقاتهم المالية باعتبار أن تسيير أموال الخدمات الاجتماعية على مستوى المؤسسات التربوية سيكرس مبدأ الشفافية في التسيير بهدف تفادي المحاباة والمحسوبية في الاستفادة من هذه الأموال.
ويؤكد المدافعون عن التسيير المحلي لأموال الخدمات الاجتماعية أن هذه الطريقة تسمح للعمال بتسيير أموالهم بأنفسهم بكل شفافية والحفاظ على مبدأ التضامن الذي يصبح -حسبهم- ''فعلا إراديا ومطلقا، كما تمكنهم من مراقبة ومحاسبة المستفيدين منها كأشخاص وليس كملفات كما يرى هؤلاء أن التسيير عن طريق لجان ولائية ووطنية يمكّن من تقريب أموال الخدمات الاجتماعية من العمال حتى يتم تكييفها مع احتياجات عمال القطاع.
يذكر أن وزارة التربية الوطنية أعلنت أنها ستضمن الحياد خلال الاقتراع المزدوج المقرر اليوم في كل المؤسسات التربوية المنتشرة عبر الوطن، وأكد في وقت سابق وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد أن مهام الوزارة تكمن في مساعدة النقابات على إيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل المطروح منذ 20 سنة على اعتبار أن أموال الخدمات الاجتماعية كما قال ''هي أموال أساتذة وعمال القطاع وليست أموال الوزارة''.
 

انطلقت أمس بالمكتبة الوطنية بالحامة (الجزائر العاصمة) أشغال ملتقى حول أعمال وفكر فرانتز فانون المدافع عن الشعوب المستعمرة بمناسبة إحياء الذكرى الـ50 لوفاته ومن أجل تسليط الضوء على مساهمته في الكفاح الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وكذا إسهامه في علم النفس.
وقد شكل افتتاح الملتقى الذي ينظم تحت شعار ''فرانتز فانون اليوم'' لحظة للاعتراف لهذا الإنسان الذي ولد بالمارتينيك وتبنى القضية الجزائرية وجعلها قضيته كما هو الشأن بالنسبة لمسالة شعوب إفريقيا السمراء ضحايا الاستعمار الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي الذين فرض عليهم نظام الأهالي والعبودية.
في هذا الصدد أكد كل من بيار شولي (مناضل القضية الوطنية وصديق فانون) وأوليفيي فانون (ابن فرانتز فانون) ولمين بشيشي الذي التقى بفانون في يومية المجاهد على ضرورة تعميق التفكير والبحث في أعمال فانون التي تمثل حسب رأيهم ''تراثا فكريا عالميا''.
كما أشاروا إلى انه من الضروري على الجامعيين والباحثين الرجوع إلى كتابات هذا الرجل الذي يعد مناضلا سياسيا وطبيبا ملتزما ومفكرا متضامنا مع الشعوب المقهورة في إعداد بحوثهم وتحاليلهم المتعلقة بالاستعمار الذي يعد آفة لا زالت تشكل بأي حال من الأحوال موضوع الساعة.
وأوضح السيد شولي في هذا الخصوص أن ''رسالة فرانتز فانون تظل قائمة في الوقت الراهن في عالم عرف تغيرات عميقة''، مضيفا أن مؤلف كتاب ''المعذبون في الأرض'' لم يكن ''رسولا ولا منظرا سياسيا وإنما مثقفا التزم بجدية بالثورة الجزائرية وليس كصديق للجزائر وإنما جزء لا يتجزأ منها''.
في هذا الإطار ابرز أوليفيي فانون أن الرسالة الثورية والملتزمة التي أراد والده إيصالها من خلال عمله لا زالت قضية الساعة ويمكن أن يكون لها صدى كبير في الكفاح الذي يعيشه العالم اليوم حتى وان كانت عديد البلدان قد تحررت من نير الاستعمار.
كما ذكر انه لم يكن مختصا في أعمال فرانتز فانون وإنما فقط الابن الذي لم ير والده منذ سن السادسة من العمر مؤكدا على تفاني مؤلف ''المعذبون في الأرض'' من اجل استقلال الشعوب المستعمرة مهما كان جنسهم ودينهم أولون بشرتهم.
وتابع يقول أن فانون الرجل ''الذي ولد مستعمرا وتوفي حرا'' كان يزعج بكتاباته وأفكاره وتعرض لانتقادات ''شديدة'' سيما في فرنسا.
وأضاف أولييفي فانون أن التكفل بعلاج الجزائريين الذين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية ويقيمون بمستشفى البليدة (جوان فيل سابقا) والذي أثار غضبه لأنه كان يعتبره بمثابة ''سجن'' كان أيضا يزعج مؤكدا بالمناسبة روح التمرد لفرانتز فانون. في هذا الخصوص أكدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي التي حضرت افتتاح الملتقى في كلمة قرأها مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والانتروبولوجيا والتاريخ السيد سليمان حشي أن فرانتز فانون ''كان طبيبا ومناضلا سياسيا التزم جسدا وروحا بالكفاح الجزائري ضد المحتل الفرنسي وأنه تشبع كليا بنضال الجزائريين من أجل حريتهم''. كما أشارت السيدة تومي الى وقوف فانون الى جانب الشعوب في مكافحة العنصرية والاستعمار، مضيفة أن فكرة تنظيم هذا الملتقى جاءت ''في ظرف جد حاسم'' حيث ذكرت بالكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى أوصت السيدة تومي هذا المركز ''في اطار الحفاظ على الذاكرة'' بتسجيل الشهادات السمعية والبصرية لشخصيات عرفوا وعايشوا فرانتز فانون قصد جعلها في خدمة الباحثين والجامعيين.
ويعتبر فرانتز فانون الذي ولد يوم 20 جويلية 1925 بفور دي فرانس (المارتينيك) أحد المناضلين البارزين من أجل القضية الوطنية الجزائرية. وقد التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني في سنة 1954 حيث ناضل الى جانب عبان رمضان وبن يوسف بن خدة قبل طرده من الجزائر من طرف الادارة الاستعمارية في سنة .1957
وقد تنقل فرانتز فانون الذي يعد اطارا بجبهة التحرير الوطني الى تونس اين التحق بفرقة صحيفة المجاهد قبل أن يعين في سنة 1960 سفيرا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بغانا.
وفي يوم 6 ديسمبر 1961 توفي هذا المناضل الذي كان مصابا بسرطان الدم عن عمر يناهز 36 سنة بمدينة ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية أشهرا قليلة قبل استقلال الجزائر.
ودفن فرانتز فانون نزولا عند رغبته بالأراضي الجزائرية بمقبرة ''الشهداء'' بعين الكرمة (ولاية الطارف) قرب الحدود الجزائرية-التونسية.
وللعلم فقد نشر فرانتز فانون عدة مؤلفات منها ''بشرة سوداء قناع أبيض'' (1952) و''المعذبون في الأرض'' (1961 صدر بعد وفاته) وهي أعمال لازالت تستلهم العديد من الكتاب عبر العالم.
وقد ترجمت أعماله الى عدة لغات.

كشف المشاركون في فعاليات اللقاء الثاني حول دور الفضاءات شبه المدرسية المنتظم، أمس، بقصر الثقافة، أن تعليم اللغات الأجنبية للأطفال يكتسي أهمية كبرى، وأكدوا على ضرورة التأسيس اللغوي في المراحل الأولى من العمر، حيث تكتسب المهارات اللغوية في الصغر بسهولة وتلقائية، ذلك لأن قدرات الطفل العقلية والنفسية في هذه المرحلة تكون مهيأة لذلك. كما أشاروا من جهة أخرى إلى أن اكتساب لغات أجنبية يؤهل الطفل إلى توسيع معارفه وتنمية قدراته الفكرية.
يتفق المختصون على أن الطفل ابتداء من خمس أو ست سنوات له كفاءات فطرية للاستيعاب والتحكم في اللغة التي تجعله مؤهلا لمواجهة الاتصال بالآخر ثقافيا وحضاريا.
حول هذه المسألة جاء اختيار موضوع تعليم اللغات الأجنبية للطفل التي نظمته، أمس، مكتبة قصر الثقافة بالتعاون مع الجمعية الجزائرية للعلوم العصبية، وحدد هدف اللقاء في التأسيس لثقافة قاعدية موجهة للأولياء والمؤسسات العمومية وكذا الدوائر المعنية حول أهمية تعليم اللغات الأجنبية بطرق ترفيهية، بمعنى تلقينها عن طريق الحروف الهجائية، الغناء، القصص والكتابة وكذا عن طريق التكنولوجيات الجديدة لأن الطفل مرآة لثقافته وتاريخه الشخصي بقدر معارفه وقدراته الإدراكية.
في السياق، تشير السيدة بوشنتوف مهاجية مديرة قصر الثقافة في حديث لها مع ''المساء'' على هامش اللقاء إلى أن ''لقاء اليوم عبارة عن طاولة حوار جمعت حولها مختصين في التربية، أطباء، نفسانيون وبيداغوجيون يتناقشون حول اللغة التي هي الثقافة، وإذا فيه حديث عن العولمة فهذا يعني حديث عن اللغات، فإذا كنا على عتبة العولمة فهذا يحتم علينا تحضير الطفل لمواجهة تحديات المستقبل والتحكم فيه بتزويده بأكثر قدر ممكن من عوامل النجاح. كما أن النقاش يهدف أساسا لإعطاء الفرصة لأطفالنا وتمكينهم من تعلم اللسانيات التي هي في الحقيقة وسائل وقدرات لمواجهة الآخر وثقافته''.
من جهتها، تشير السيدة نصيرة زلال أستاذة جامعية ومديرة مخبر العلوم اللغوية والعلوم العصبية المعرفية لجامعة الجزائر 2 وأستاذة بقسم علم النفس وعلوم التربية والارطوفونيا في حديث لها مع ''المساء'' إلى أن ''المحور الرئيسي للقاء يدور حول تفسير أهمية تدريس الألسنة الأجنبية بصفة مبكرة في المدرسة الأساسية، فنحن نعلم أنه عبر اللسان يمكننا الولوج إلى مختلف الحضارات  وإثراء ثقافتنا، ولقد تم برمجة خلال هذا الملتقى عدة تدخلات بالنقاش والتحليل حول الإمكانات المعرفية للطفل الذي يمكنه استقبال اللسان الأجنبي بصفة مبكرة أي ما بين 5 و6 سنوات، وأننا نغتنم الفرصة للدعوة لأن يكون فيه تطبيقات للتوصيات التي سيخرج بها اللقاء في المدارس الجزائرية''.
للإشارة فإن اللقاء الثاني حول دور الفضاءات شبه المدرسية عرف تنظيم عدة ورشات منها ورشة التعليم المبكر للغات: الأساليب المنهجية، القصة والنمو المعرفي عند الطفل،النشر للأطفال ودعمه في تعليم اللغات..وغيرها من المواضيع التي تتحد حول أهمية اكتساب المهارات اللغوية الأجنبية على اعتبار أن اللغة هي وعاء للثقافة لأنه عندما يتعلم الطفل لغة ما فإنه يتعلم لغة وثقافة معا، لذلك يعتبر تعلم اللغات الأجنبية سلوكا حضاريا متواصلا ليفهم من خلاله العالم الذي يحيط به.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)