يقول العلاّمة راتب النابلسي: سورة التكوير فيها أخطر انقلاب في الكون، كلّ شيء ترونه؛ الشّمس والقمر والنّجوم والجبال والأنهار والحيوانات والبشر، هذا كلّه سيتبدَّل، هناك انقلاب كوني كبير جدًا، وما دام كلّ متوَّقع آتٍ، وكلّ آتّ قريب، فكلّ هؤلاء البشر من آدم إلى يوم القيامة سوف يقفون للحساب في هذا اليوم، فماذا يحدث في هذا اليوم؟هذه الشّمس الّتي تزيد حرارتها في مركزها على عشرين مليون درجة، وفي سطحها عن ستة آلاف درجة، والّتي تزيد ألسنة اللّهب فيها عن مليون كيلومتر، والّتي إذا أُلقيت فيها الأرضُ تَبَخّرت في ثانية، هذه الشّمس سوف تنطفئ، قال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} أي انطفأت، مع أنّ العلماء يقولون: مضى على تألُّق الشّمس خمسة آلاف مليون سنة، ومع ذلك فإنّ انطفاء الشّمس آيةٌ من آيات اللّه الدّالة على عظمته، قال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}.مثلاً حريق وقع في غابات أندونيسيا لم ينطفئ إلّا بعد أشهر، وهذه الشّمس سوف تنطفئ، هذا حدث كبير جدًا، قال تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، “إذا” أداة شرط تفيد تحقّق الوُقوع، فلا بدّ لهذه الشّمس أن تنطفئ، وكلّ حال يزول، أنا أقول لبعض الأخوة الأكارم: هل بالإمكان أن تستيقظ كلّ يوم كاليوم السّابق إلى ما شاء اللّه؟ مستحيل، ولن ينجوَ أحد ذات يوم، لا بدّ من يوم يستيقظ الإنسان على تبدُّل في جسمه لم يكن يعهده، فإذا كان هذا مرض الموت فسوف يتفاقم إلى أن تُعلن الوفاة، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا، وقد سألت أحد الأخوة الموظفين في دفن الموتى: كم وفاة في دمشق يوميًا؟ فقال لي: من ثمانين إلى مائة كلّ يوم، كم نعيًا؟ بين عشرين وثلاثين نعيًا يوميًا تقرأ فيها، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا، وسيتخطّى غيرنا إلينا، أمّا في أحد الأيّام فسيقرأ النّاس نعي هذا الإنسان نفسه، يذهب ويخرج، يخرج هكذا ويرجع هكذا، وفي أحد الأيّام يخرج هكذا ولا يرجع، يدخل إلى المسجد هكذا ويخرج هكذا، وفي أحد الأيّام يدخل هكذا ليُصلّى عليه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر
المصدر : www.elkhabar.com