بدأ سريان حظر التجول في مدينة صبراتة (غرب العاصمة الليبية طرابلس)، ليلة الاحد الماضي، في أعقاب اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق، وجماعات مسلحة، وسط التزام السلطات الليبية بقطع الطريق أمام محاولات جماعة مسلحة لزعزعة الامن والسيطرة على المدينة بقوة السلاح. وأعلنت الغرفة الامنية التابعة لحكومة الوفاق الليبية، بأن حظر التجول بدأ من الساعة التاسعة مساء، الى الساعة السادسة صباحا، الى حين استتباب الامن في المدينة ، لتؤكد مديرية أمن صبراتة بعد ذلك أن الاوضاع الامنية تحت السيطرة وأن الهدوء يسود المنطقة، داعية جميع المواطنين الى ممارسة انشطتهم المختلفة داخل المدينة دون أي تخوف. وأعلن المجلس البلدي لصبراتة، من جهته، سيطرة الغرفة الامنية على المدينة بالكامل، بعد ان تعاملت مع من وصفتهم بالخارجين عن القانون الذين حاولوا زعزعة الامن، قائلا على وجه الخصوص ان الوضع طبيعي جدا داخل المدينة، وسوف تستأنف الدراسة بالمؤسسات التعليمية بشكل عادي. وكانت المدينة مسرحا لاشتباكات مسلحة بين قوات الجيش ومسلحين في منطقة سانية الفأر ما يسمى تقاطع التمتيع، جنوب المدينة، اثر هجوم مسلح على مدرسة، خلف ثلاثة قتلى وخمسة جرحى. وقال الناطق باسم الغرفة الأمنية في صبراتة، يوسف القمودي، ان مجموعة مسلحة من الفارين من مدينة صبراتة بالتعاون مع عصابات الهجرة غير الشرعية، سيطرت على مدرسة المركزية الجنوبية، واستولت على هواتف أعضاء هيئة التدريس وكسرت أجهزة الحاسب الآلي. وأشار إلى أنه تم إخلاء المدنيين والتعامل مع المسلحين بعد حصار قوات الجيش الليبي والقوى المساندة للمدرسة، حيث أصيب عنصر واحد من قوات الجيش. وحسب بعض المصادر المحلية، فان مسلحي المجلس العسكري لصبراتة، حاولوا منذ اول امس دخول المدينة من جنوبها، وتحديدا من منطقة الجفارة، ويتصدى لها كل من غرفة محاربة تنظيم الدولة الاسلامية داعش الارهابي التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وقوات أمن اخرى من بينها الغرفة الامنية بصبراتة (قوات من الجيش والشرطة). وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم على المدينة، محذرة من أي تصعيد محتمل، ولفتت إلى أن الهجوم على منشآت المدنية وتعريض المدنيين للخطر جميعها أعمال يجرمها القانون الإنساني الدولي. وكانت غرفة عمليات محاربة تنظيم داعش ، قد أعلنت سيطرتها على صبراتة في 6 اكتوبر عام 2017، اثر معارك مع المجلس العسكري لمدينة صبراتة استمرت لاكثر من اسبوعين، أوقعت 39 قتيلا و300 جريح، وعلى اثرها طردت عناصر المجلس العسكري من المدينة لكنها توعدت بالرجوع اليها بقوة السلاح. الحكومة ماضية في تنفيذ الترتيبات الأمنية وتأتي هذه التطورات بعد انعقاد اجتماع بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، القائد الأعلى للجيش الليبي، فائز السراج، مع وزير الداخلية، رئيس الاركان العامة، وآمر العمليات المشتركة، أمراء المناطق العسكرية الغربية وطرابلس والوسطى، وآمر الحرس الرئاسي، وآمر مكافحة الارهاب، ورئيس جهاز المباحث العامة، وأعضاء لجنة الترتيبات الامنية، بحضور المبعوث الاممي غسان سلامة ونائبته للشؤون السياسية، ستيفاني وليامز. وفي هذا الاطار، تمت مناقشة الخطوات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بتنفيذ الترتيبات الامنية لمدينة طرابلس الكبرى، كما تم بحث نشر قوات لفرض الأمن والاتفاق على مراحل تنفيذ الخطة وتحديد الاحتياجات من مهمات ووقود واسلحة وذخيرة. ووجه القائد الاعلى أوامره للمختصين بإدماج التوصيات، والتنسيق بين لجنة الترتيبات الامنية ومركز العمليات لطرابلس الكبرى، وتم الاتفاق على تخصيص ميزانيات لتوفير الاحتياجات المطلوبة، والاعلان عن الانتهاء من اقرار رواتب الجيش شاملة للزيادة المقررة. وفي ذات السياق، شدد فايز السراج على ضرورة رفع الحظر الجزئي عن الاسلحة لتتمكن الحكومة من تنفيذ ما ورد في تدابير الترتيبات الأمنية، وتمكين المؤسسة العسكرية والأمنية من أداء مهامها، داعيا المجتمع الدولى لتقديم الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار. من جانبه، رحب المبعوث الأممي بالجهود التي تبذلها حكومة الوفاق لتنفيذ الترتيبات الأمنية واستجابة كافة الجهات لها، وجدد تحذيره بفرض عقوبات دولية على المعرقلين لهذه الترتيبات، مؤكداً أن هذه الترتيبات التي بدأت بالعاصمة طرابلس ستمتد لتشمل باقي المناطق في ليبيا. يشار الى ان حكومة الوفاق الوطني اعتمدت، في 23 اكتوبر الماضي، خطة أمنية لتأمين طرابلس الكبرى المعدة من لجنة الترتيبات الأمنية المشكلة بقرار سابق صدر منتصف سبتمبر الماضي. وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، منذ قرابة الشهرين، انفلاتا أمنياً وسط اقتتال بين جماعات مسلّحة متناحرة من اجل السيطرة على مؤسسات حيوية تابعة للدولة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/11/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وكالات
المصدر : www.alseyassi.com