تأطير اللغات الأجنبية مرهون بتوفير السكن الوظيفي بالجنوب

لم يخف غالبية أساتذة اللغات الأجنبية الموجهين لتأطير الطورين المتوسط والثانوي بولايات الجنوب موسم 2015/2016 نيتهم العزوف عن الالتحاق بمناصب عملهم بداية من هذا الموسم، بسبب تقاذف المسؤولية حول تطبيق قرارات وزارة التربية الوطنية القاضية بتعيين الإطار التربوي المتخصص في اللغات الأجنبية، وبعض المواد العلمية عبر أقاليم الجنوب هذا الموسم مع ضمان التحفيز النوعي المقدم من طرف هذه الأخيرة للقادمين من مناطق الشمال.التحفيز يتمثل في الإيواء في سكنات لائقة بالقطاع، وهذا بعدما استعانت بهم الوزارة، في إطار برنامج امتصاص العجز المسجل في مجال تأطير اللغات الأجنبية وخاصة مادة الرياضيات بالطورين المتوسط والثانوي عبر أقاليم أربع ولايات جنوبية هي"غرداية تمنراست ورڤلة وتندوف"، خصوصا وأن موقف مديريات التربية بهذه الولايات لم تتضح ملامحه لحد الساعة، فيما يخص قضية توزيع السكنات المنجزة في هذا الإطار.حسب مصادر"الشروق" فإنه يوجد زهاء 900 وحدة سكنية موزعة على أقاليم الولايات الأربعة، ووجهت خصيصا هذا الموسم من طرف الوزارة لهذه الفئة من الأساتذة القادمين من الشمال، وتم توزيعها حسب الطلب على أقاليم الولايات المذكورة، وقد ألمح البعض من الأساتذة ممن فضلوا اللجوء إلى مديريات التربية من أجل تغيير مناصب عملهم لمناطق أخرى غير الجنوب، إلى إمكانية التخلي عن مناصب عملهم والبقاء في مدنهم في ظل الأوضاع التي فرضت الموسم الماضي على سيدات وأوانس من نفس الفئة قدموا من ولايات شمالية للتدريس بمناطق الجنوب. هذا واستنجدت وزارة التربية الوطنية بهذه الفئة لاحتواء مشكل العجز المسجل في مجال تأطير اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية الألمانية وتخصص رياضيات في بعض الأحيان، وقد أجبر بعضهن وقتها على اللجوء إلى بعض الزوايا ومراقد دور الشباب هربا من المبيت، في غرف مهجورة لا تتوفر على أدنى شروط الحياة بالمؤسسات التي يدرسون بها، وحسب مقرر الوزارة الموفد بهذا الشأن أواخر شهر جويلية من العام الجاري، فإن مديريات التربية بكل ولايات الجنوب، ملزمة بضرورة تنفيذ كامل الإجراءات الخاصة بإيواء هذا العدد من الأساتذة والعمل من خلال ذلك على توزيع ما لديها من السكنات الوظيفية المخصصة لهؤلاء حسب الأولويات مع دراسة بعض الحالات الخاصة جدا، المتعلقة بالعنصر النسوي. للإشارة فإن موقف غالبية الأساتذة المعنيين بالقضية أجمعوا قبل الإعلان عن مقاطعتهم لبرنامج الوزارة في ظل الأوضاع القائمة على ضرورة التريّث وانتظار ما ستسفر عنه تدخلات السلطات بهذه المناطق لدى وزيرة التربية.