تواجه الجزائر أصعب رهان أمني منذ بدء الفوضى لدى جيرانها خاصة في ليبيا، وينتظر ان تحتضن إجتماع اللجنة الأمنية لدول الجوار قريبا، لعرض تقريرها الأمني الخاص بخطر تدهور الوضع الأمني في ليبيا عليها وعلى جيرانها لا سيما تونس التي تمر هي الأخرى بأصعب فترة منذ الإطاحة بالرئيس السابق بن علي.وينتظر ان تجتمع اللجنة الأمنية لدول جوار ليبيا المكلفة بمتابعة المسائل الأمنية والعسكرية في الجزائر لبحث التطورات الأمنية التي تشهدها ليبيا، وفقا لتوصيات إجتماع سابق لدول الجوار تم بتونس منتصف الشهر الماضي، وكلف الجزائر بإعداد تقرير أمني حول إنعكاسات الوضع في ليبيا على دول الجوار،ويحضر الاجتماع ستة ممثلين عن دول الجوار الليبي، وهي تونس والجزائر ومصر ومالي والنيجر وتشاد بهدف مساعدة ليبيا للخروج من الفوضى".وكانت ليبيا طلبت تدخلا عسكريا جزائريا مباشرا لطرد الميليشيات المسلحة على ان يكون ذلك تحت غطاء الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن الجزائر رفضت المقترح، رغم ان الدول الكبرى باركته، ورفضت الجزائر الطلب بناء على مبدئها القاضي بعدم خروج أي جندي جزائري خارج الحدود.وتسود مخاوف من توغل تنظيم داعش في عمق التراب الليبي، مثلما توعدت قيادته قبل أيام، ومعلوم ان دخول داعش إلى ليبيا يعني ان مخاطر التهديد على الجزائر تبقى واردة من خلال الحدود التي دعمتها الجزائر ب5 ألاف جندي إضافي شهر جوان الفارط، لكن المخاطر تبقى قائمة لصعوبة مراقبة حدود صحراوية شاسعة.وكانت تونس قد طلبت من الجزائر عقد اجتماع طارئ التطورات الخطيرة التي تعيشها العاصمة طرابلس، على خلفية اختفاء 11 طائرة من مطار طرابلس الذي سيطر عليها "الجهاديون"، بعد معارك طاحنة بين الميليشيات المسلحة، حيث تسود مخاوف من استغلالها في هجمات تستهدف مواقع حيوية في الجزائر وفي تونس، بينما أكد اول أمس وزير الخارجية التونسي في مكالمته لنظيره رمضان لعمامرة، إنه يجب الاجتماع لوضع حد للتنظيمات الإرهابية، ومنها داعش، ومنعها من التوغل على الحدود، مع تفاقم انتشار واسع للسلاح، نتيجة غياب سلطة مركزية ، كفيلة بفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي، ما من شأنه إفشال مسار العملية السياسية في البلاد، وإفراز تداعيات سلبية، قد تؤثّر على دول الجوار".وكان الوزير الأول عبد المالك سلال التقى أمس بواشنطن مع نظيره الليبي عبد الله الثني في الوقت الذي يشهد فيه الوضع في ليبيا تأزما جراء خلافات سياسية عميقة بين الوطنيين والإسلاميين. وجرى اللقاء عقب أشغال منتدى الأعمال الأمريكي الإفريقي غير أنه لم تتسرب أية معلومة حول فحوى المحادثات بين الوزيرين الأولين الجزائري والليبي.وضاعفت تونس درجة استنفارها على الحدود مع ليبيا التي يتدفق منها ألاف اللاجئين يوميا، ومع الجزائر أرست تنسيقا أمنيا هو الأكبر بين البلدين، حيث ان اللافت في مناطق تركز الهجمات "الإرهابية" في أن الولايات التونسية الثلاث وجميعها ولايات حدودية تشترك في حدود طويلة مع ولايات شرق الجزئر.ورغم ان محاربة الإرهاب في تونس ليس إلا في بدايته إلا ان تونس خسرت 55 عسكري وأمني سقطوا في الأحداث الإرهابية منهم 46 عسكريا وأمنيا قد قتلوا في الولايات الغربية على الحدود مع الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رزقي زكي
المصدر : www.elhayatalarabiya.com