الجزائر

تأخر دام لعدة سنوات التماطل في انجاز مشروع ترامواي الجزائر يؤرق سكان حسين داي


تأخر دام لعدة سنوات التماطل في انجاز مشروع ترامواي الجزائر يؤرق سكان حسين داي
بعد مشروع الميترو الذي لم ير النور إلى يومنا هذا، توجهت كل الأنظار إلى المشروع الجديد وهو ترومواي الجزائر الذي يعتبر مشروع قطار المدينة في مدينة الجزائر العاصمة، شرع في إنجازه منذ عام 2006 من قبل شركة مترو الجزائر العاصمة، بتوجيه من قبل المجموعة الدولية(الستوم،ETRHP،TODINI)، إلا أن أشغاله لم تنته رغم مرور 4 سنوات من بداية إنجازه و ليستقر في نقطة الصفر بسبب الإهمال الذي يتخبط فيه، و ذلك بالرغم من تصريحات وزير النقل عمار تو الذي وعد بأن يقدم المشروع في عام 2010
عبشي جازية
، خصوصا و أنه أكد أن النسبة الإجمالية لتقدم أشغال إنجاز ترامواي الجزائر الرابط بين شارع المعدومين ببلدية حسين داي وبرج الكيفان قد بلغت حوالي 37 بالمائة، ومن المنتظر أن يتم تسليمه خلال سنة 2010، في حين أن نسبة تقدم أشغال الشطر الرابط بين شارع المعدومين وحي الموز ببلدية باب الزوار، وصلت إلى نسبة 62 بالمائة وسيتم تسليمه سنة 2010، هذا وقد أعرب الوزير عن ارتياحه لوتيرة الأشغال التي تعمل بها الشركة المكلفة بإنجاز خط هذا الترامواي، الذي يمتد على مسافة 23 كلم فقط والذي سيربط عند الانتهاء منه شارع المعدومين بمنطقة درقانة، على عكس هذا تسببت الوتيرة البطيئة التي تسير عليها أشغال الترومواي ببلدية حسين داي و بالضبط بشارع طرابلس في انزعاج المواطنين وسخطهم عن الوضعية الفوضوية التي حرمتهم من حياتهم الطبيعية فعلى حد تعبير عمي رابح و هو أحد القاطنين بشارع طرابلس أنه كان من المقرر إنهاء مشروع إنجاز ترومواي الجزائر سنة 2009 ولكن تجاوز إنجازه الفترة المحددة منوها إلا أن عام 2011 على الأبواب و المشروع يسير بوتيرة تكاد تكون منعدمة، ما ساهم بشكل مباشر في انزعاجه هو و جيرانه من الوضع الكارثي الذي تتخبط فيه حسين داي، فلم يسلم من هذا الوضع كل من قصد حسين داي سواء لاستخراج الوثائق من البلدية أو الدائرة أو من أجل التسوق أو الدراسة و العمل، الكل لم يسلم من الغبار المتناثر هنا وهناك، وكذا الأوحال والضيق الذي تسبب في خنق المواطنين بسبب مزاحمة الآلات لهم في الرصيف إلى جانب الضجيج الصادر عن الآلات وكذا النفايات التي لم تعد البلدية قادرة على المرور لأخذها بسبب عدم إمكانية التقاطها كون الطرقات مسدودة وضيقة لم تعد تتسع للراجلين والآلات و كذا شاحنات النفايات ولم تصبح قادرة على استيعاب الوضع الذي خرج عن السيطرة خصوصا وأن العمل المنجز لم يكن في المستوى فالعمال المستخدمين متربصين و ليسوا أكفاء حسب قول عمي عبد الرحمان أكروت وهو في السبعين من العمر مصاب بفقدان البصر، يضطر يوميا إلى التوجه للسوق الذي يبعد عن منزله بحوالي 250 متر، و يواجه المصير المحتوم و ليتخبط في ضيق الممر الذي حدده العمال للمارة و ليجد في كل مرة صعوبة في السير خصوصا وأن هذه الممرات تتغير في كل مرة و يضيف قائلا أن الطريق أصبحت تعج بالسيارات ما تسبب في شكل مباشر في أزمة مرور خانقة أرقت كل من اضطر لاستخدام طريق تريبولي"طرابلس" التي أصبحت تشكل خطرا على الأطفال الصغار بسبب الاكتظاظ الحاصل في الطريق الذي لم يعد يقدم خدمته المحددة وتجاوزها فقد أصبح مخصصا للراجلين و السيارات النفعية و الصناعية في نفس الوقت، و من جهة أخرى أضحى كبار السن يجدون صعوبة في التنقل بسبب السياج الضيق وفي بعض الأحيان الممرات الخاصة بالراجلين التي تغلق نهائيا ليجدوا أنفسهم في متاهات بحثا عن طريق الخلاص، أما المواطن شيخي فقد ارتأى أن يحدث "المواطن" عن أيام تساقط الأمطار التي تزداد فيها معاناة المواطن بسبب تشكل البرك المائية و كذا توقف الأعمال و تعليقها إلى غاية استقرار الجو، والكارثة العظمى تتمثل في انسداد المجاري المائية بسبب التراب المستخرج من عمليات الحفر ما تسبب في أغلب الأحيان بفيضانات تمتد لتجتاح المحلات المجاورة لورشة العمل، و ما أزعج السكان أكثر اقتلاع الأشجار التي زادت في أيام مضت من جمال المنطقة و بهائها، ليعتبر البعض هذه العملية جريمة في حق الإنسانية خاصة و أن عمر هذه الأخيرة يتجاوز القرن والنصف.
بسبب هذه الوضعية حرم المواطنون من الجلوس بالقرب من دكاكينهم ومنازلهم و ما استغربه البعض كيف لمشروع يغطي مساحة 23 كلم فقط أن يستغرق كل هذه المدة ولا يزال في طور الإنجاز، و في هذا السياق يقول عمي رابح لو نظمت طريقة العمل لما تأزم الوضع ليبلغ أوجه و ليتسبب في فوضى، ويضيف أن للمشروع شكلا معينا مدروسا و ما نراه يختلف فهذا المشروع تعمه الفوضى، وكان من الأفضل لو قسمت مساحات العمل، فهل يا ترى فريق مكون من آلة حفر واحدة و ثلاث أو أربع عمال وهم بالطبع في طور التكوين يستخدمون وسائل بدائية للعمل والمتمثلة في مجارف يدوية سينهون يوما هذا المشروع، أظن أن الإجابة واضحة وضوح الشمس أن مشروع ترامواي حسين داي لن ينته أبدا بسبب الوتيرة البطيئة جدا التي يسير عليها وهذا بسبب غياب عمال الرقابة الذين من المفروض أن يحرصوا على استلام المشروع في الوقت المحدد والذي حسب معرفتنا كان نهاية سنة 2009 وبداية 2010، و نحن في الميدان لمحنا أحد العمال يقرأ الجريدة في أوقات العمل، استغربنا الوضع ولكن محدثنا وجده عاديا لينتقد طريقة عمل الجزائريين ويقول في أروبا تنجز مشاريع تتجاوز أشغالها الألف كلم في وقت قياسي، و نحن 23 كلم فقط استغرقنا في انجازها 4 سنوات ولم يدخل المشروع بعد في حيز الخدمة، ليدفع المواطن البسيط ثمن التماطل في العمل و يغرق في الفوضى المنجرة عنه ويتخبط في النفايات والغبار والضجة رغم أن بلدية حسين داي على دراية بمعاناة السكان و لكنها لم تحرك ساكنا و أقولها بصراحة "حنا ما عندناش بلدية"، فإذا كان لديك مريض سيموت بسبب شلل حركة المرور الناجمة عن الأشغال الفوضوية، حتى عمال النظافة غائبو ن مما تسبب في انتشار القمامة في الطرقات الضيقة المخصصة للراجلين، و بسبب الضجيج أصبحنا لا نستطيع النوم فهو يخترق جدران المنازل ليحول دون نوم المواطنين على اختلاف فئاتهم و يحرم الشيوخ من لحظات الراحة خاصة وأن مؤسسة صنع الحديد غيرت أوقات العمل و تقرر إنجازها بالليل لتتحول حياتنا إلى جحيم حقيقي ونحرم من النوم ليل نهار بسبب أشغال الترومواي و المؤسسة في آن واحد، أما أحد الباعة فحدثنا عن تراجع تجارته بسبب الأعمال والغبار والوضعية الكارثية التي أنقصت من إقبال المواطنين على هذه الوجهة و تفاديهم لها.
توجهت "المواطن" إلى مسير الأشغال كمال آيت ميهوب للاستفسار عن الوقت المحدد لتسليم المشروع إلا أنه تهرب من الإجابة وامتنع عن تقديم أية معلومات، لكنه بالمقابل تفهم غضب المواطنين وسخطهم بسبب ما عانوه من جراء أشغال هذا الأخير.
تأخير دام لسنوات أرق الصغير قبل الكبير، الراجلين والسائقين، القاطنين بالحي و العاملين به وكل من كانت قبلته حسين داي، لتتواصل المعاناة ويكون المواطن أول من يدفع ثمن التماطل، و أمام هذا الوضع الخطير يناشد سكان حي طرابلس التابع إداريا لبلدية حسين داي السلطات المعنية من أجل التدخل لحل هذه الأزمة التي طالت وأصبحت هاجسهم الوحيد.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)