يقدم المخرج الجزائري، محمد شويخ، قريبا، بقاعة الموڤار، العرض الشرفي الأول لفيلمه الروائي الطويل الموسوم ب” الأندلسي”، بقاعة الموڤار بالجزائر العاصمة، وذلك بعد أن كان مقررا عرضه اليوم لتزامنه مع الحداد الوطني.الفيلم، الذي تأخر إنجازه ثلاث سنوات، وأنتج بشراكة من أربع دول هي الجزائر، إسبانيا، المغرب وفرنسا، يدخل، اليوم، القاعات في عرضه العالمي، حيث ينتظر أن تحضره وجوه فنية معروفة في الشاشة الجزائرية، إضافة إلى المخرج وبعض طاقم التمثيل المكون من ممثلين جزائريين، مغاربة وأجانب فرنسيين وإسبانيين، الذين يناقشون حيثيات القصة مع الصحافة بعد العرض.يركز ”الأندلسي”، هذا العمل التاريخي الضخم، على السنوات ال16 الأخيرة التي فصلت بين سقوط غرناطة والتحاق بعض سكان الأندلس بالجزائر، أين اتخذوا الأخيرة مقاما دائما بحسب المؤرخين اعتبارا من عام 1608. حيث يتناول أحداثه التي تم تصويرها في مناطق مختلفة بالمغرب والجزائر وحتى سوريا ببعض حاراتها القديمة العتيقة، شخصية خيالية محاطة بشخصيات حقيقية لها وجودها في تاريخ تلك الحقبة. وحسب المخرج في تصريح سابق له، فإنّ نقل الوقائع والحقائق التاريخية بكل أمانة، وحرص خلاله على الارتقاء ب”الأندلسي” إلى مستوى العالمية من خلال توظيفه لممثلين عالميين لهم باع طويل في الفن السابع من إسبانيا وفرنسا والمغرب والجزائر كذلك. ففي هذا العمل التاريخي ترصد كاميرا محمد شويخ، العلاقة بين الجزائر والأندلس، قصور الجزائر والمناطق التي تدلّ ولو من قريب إلى تلك الحقبة التاريخية. فمن ”فيلا عبد اللّطيف”، حيث انطلق التصوير، إلى قصر ”مصطفى باشا” بالقصبة ثم ”دار الصوف” ف”متحف خداوج العمياء” بساحة الشهداء، إلى أماكن أخرى خارج الوطن، مع نقلها لملابس التي استعملت بعد دراسة للفترة التاريخية ممثلة في الأزياء المختلفة المستمدة من التراث الجزائري. وفي السياق ذاته عمد المخرج إلى توظيف اللغة الفصحى في حوارات الممثلين كواسطة اتصالية رئيسة في الفيلم، كما سيكون الحوار ممزوجا أيضا باللغة الإسبانية واللهجة الكاستلانية وكذا الدارجة الجزائرية، ولغات أخرى كانت متداولة في تلك الفترة.تجدر الإشارة أنّ عرض العمل تأخر بفعل الصعوبات التي تتعلق أساسا بالتمويل، حيث تسببت المتاعب المالية من تأخير إطلاقه، بعد أن استغرق 3 سنوات، إذ كان من المقرر الانتهاء منه قبل هذا التاريخ بكثير، بالإضافة إلى توقف عملية التصوير لأكثر من ثلاث مرات نتيجة صوت الشاحنات والضجيج الذي كان في الخارج وهو يصور بعض المشاهد في ثلة من المواقع بالعاصمة على غرار المقبرة المسيحية ”سانت أوجين”، لكن حسب تصريحات شويخ فإنّ الخوف لم يتسلل إلى قلبه، كيف لا وهو الذي تعود خوض المغامرات، كما لم يخف بأنّه تلقى وعودا عديدة وجادة للمساهمة في إنجاز هذا الفيلم التاريخي الذي صوره ب35 مليمترا، كما في معظم أفلامه السابقة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسان مرابط
المصدر : www.al-fadjr.com