الجزائر

تأثير بارز للأسرة في التحصيل الدراسي للأبناء



طريق ممهد لتحقيق النجاح
تأثير بارز للأسرة في التحصيل الدراسي للأبناء
تحتل الأسرة مكانة هامة في عملية التحصيل الدراسي للتلميذ ووظيفتها هي جد أساسية لتوفير الجو الملائم في البيت والمتابعة الجدية للابن فالمسؤولية هي مشتركة بين المدرسة والأسرة في العملية التعليمية والتحصيل الدراسي والنجاح والابتعاد عن الرسوب الذي تحول الى كابوس يطارد الأولياء إلا أن المتمعن في الأمر يجد أن تجرد الأسرة من متابعة التلميذ وإعلان الإهمال سبب رئيسي في الفشل الدراسي فاهتمامها هو خطوة ضرورية عن طريق توفير الاستقرار الأسري والمتابعة الدراسية والنفسية للتلميذ قصد الوقوف على كل العثرات التي من شأنها عرقلته في تحصيله الدراسي والعمل على إزاحتها للتفوق وتحقيق النجاح.
خ.نسيمة /ق.م
أكدت بعض الدراسات التربوية والنفسية أن البيئة الاجتماعية التي يعيشها الطالب تحتل مكانة بارزة في العملية التعليمية وقد أثار تفوق الطلاب اليابانيين في العلوم والرياضيات اهتمام العديد من التربويين على مستوى العالم وتوصلت الدراسات التي أجريت في هذا المجال الى ثلاثة عوامل رئيسية: اهتمام الأبوين بتعليم أبنائهم تحفيز الآباء المستمر لأبنائهم الوقت المخصص للواجبات المنزلية وهناك عدد من العوامل والصفات الأسرية التي تساهم في مستوى التحصيل ومن هذه العوامل الحالة الاجتماعية والاقتصادية للطالب.
استقرار الأسرة شرط أساسي
استقرار الأسرة وتكافلها من العوامل التي تؤثر على مستوى تحصيل الطلاب وكشفت التجارب أن العديد من الطلاب الذين يعانون من تدني مستوى التحصيل ينتمون الى أسر تعاني من خلافات ومشكلات عائلية وأسرر مفككة اجتماعياً. كذلك معاملة الأب أو الأم لأبنائهما (المعاملة القاسية9 من العوامل التي قد تؤثر في مستوى التحصيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عن طريق التأثير على حالاتهم النفسية واستعداداتهم للتعلم فالتفكك الأسري قد يؤدي الى عدم متابعة الأب أو الأم للأبناء في النواحي المختلفة ومنها الناحية المدرسية . مما ينعكس على مستوى الطالب التحصيلي.
المستوى الاقتصادي والتعليمي للأسرة
أوضحت العديد من الدراسات في مجتمعات مختلفة أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين مستوى التحصيل العلمي ومستوى الأسرة الاقتصادي والتعليمي.
فأطفال الطبقات المثقفة تكون فرص تحصيلهم أكبر فكلما ارتفع مستوى الأسرة الاقتصادي والتعليمي زاد تحصيل أبنائهم. فمثلاً أكدت العديد من الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن تحصيل طلاب الأسر المتعلمة أعلى من تحصيل طلاب الأسر التي مستوى التعليم عندها أقل من الثانوية العامة أو غير المتعلمة.
والسبب في ذلك أن أولياء أمور الطلاب الذين تحصيلهم عال يحثون ويشجعون أبنائهم على التعلم والتحصيل عن طريق تقديم التوجيهات اللازمة والمساعدة لهم وقت الحاجة وذلك لإدراكهم هذا الدور الهام كذلك يبدون الرغبة في مساعدة أبنائهم بأمورهم الأكاديمية وتقدير دور نتائج التعلم والتحصيل.
وقد أثبتت الدراسات في هذا المجال أن هناك ارتباطاً في المستوى التعليمي للأسرة ومستوى طموحها بالنسبة لأبنائها وينعكس ذلك على طموح أبنائهم وتحصيلهم العلمي وقد يتساءل البعض عن الدور الاقتصادي للأسرة وتأثيره في مستوى التحصيل العلمي للطلاب والإجابة على هذا التساؤل يمكن القول أن معظم الأسر الغنية يكون أغلب أفرادها متعلمين.
كذلك الحاجة الاقتصادية للأسرة _ الغنية _ يمكن توفير متطلبات الطالب وتهيئة الجو المناسب له للمذاكرة وأداء الواجبات وعدم تكليفه بأي أعمال أخرى غير التركيز على المذاكرة والتحصيل بينما معظم الأسر التي مستواها الاقتصادي أقل من المستوى العادي يطالبون أبناءهم بالقيام بأعمال أخرى مثل الزراعة ورعي المواشي وغيرها من الأعمال الأخرى التي تحول بين المذاكرة وأداء الواجبات على الوجه المطلوب وقد تكون الظروف الصحية والغذائية غير ملاءمة وهذا بدوره يؤدي الى عدم توفر البيئة المناسبة في المنزل للتحصيل.
نتائج إيجابية للتحفيز
ويمكن أن يكون التأثير الإيجابي لمستوى الأسرى الاقتصادي على تحصيل الطلاب عن طريق تقديم المحفزات المالية لأبنائهم بعد كل تحصيل عال. ول يخفى علينا جميعاً دور التحفيز في عملية التعلم والتحصيل . ولكن يجب أن يكون ذلك التحفيز مقنناً والا يكون عشوائياً بحيث لا يكون هناك تحفيز بعد كل عمل ناجح.
وهناك بعض الأسباب التي تؤدي الى الرسوب تتعلق بالبيت وأهمها ما يلي:
- إلقاء المسؤولية في تربية الأبناء على المدرسة والتنصل من أي دور تجاه الابن.
- عدم وجود روابط وصلات عميقة بين أولياء أمور الطلاب وبين المعلمين.
-لا يحرص كثير من أولياء أمور الطلاب على تزويد المدرسة بالمعلومات الكاملة عن أبنائهم.
- توتر الجو المنزلي وعدم ثبات السلطة يؤدي إلى اختلاط القيم في نظر الطالب.
- المشاكل الأسرية والحالة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وكذا المستوى الثقافي - عدم التعاون بين البيت والمدرسة في تأكيد وتعزيز الجوانب التربوية.
دور هام مناط بالأسرة
من الضروري اهتمام الأسرة بالواجبات المنزلية التي هي من ملامح الخبرة التعليمية في البيت الواجبات الدراسية البيتية خصوصا في المراحل الأساسية الأولى وهي الواجبات التي ولها تأثير إيجابي على التعلم خصوصا إذا اعتاد الطالب أن يقوم بها في البيت بفعالية حيث أثبتت الدراسات أن قدرة الطالب على القيام بواجباته البيتية تدعم فكرة التعلم الايجابي وتزيد من تحصيله الدراسي وتزداد الأهمية في هذا المجال ثلاثة اضعاف إذا اخذ المعلم الوقت الكافي لتصحيح تلك الواجبات والتعليق عليها وتقييمها مع الاهتمام بمناقشة كل طالب على انفراد حول تلك الواجبات ويظهر تأثير ذلك في عمليات التعلم في المرحلة الثانوية ومراجعة الواجبات الدراسية بعد إنجازها من قبل الوالدين للتأكد من أن الطالب قد أنجزها بطريقة صحيحة حسب التعليمات الواردة. وعند إعادة الواجب بعد تصحيحه من قبل المعلم يجب رؤيته مرة أخرى لمعرفة إذا كانت هناك أية ملاحظات من المعلم على أداء الواجب.
وكي تكتمل الفائدة من القيام بالواجبات المدرسية في المنزل يجب أن يقتصر دور الوالدين على الإرشاد والتوجيه. والقانون الأساسي في ذلك هو ألاّ يقوم الأهل بحل الواجب مهما كانت الظروف. إنها مسؤولية الطالب. وإن قام الوالدان بعمل الواجب المدرسي فذلك لن يساعده على فهم المعلومات التي يتعلمها في المدرسة وكذلك لا يساعده على أن يكون واثقا من قدراته الخاصة به.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)