هذه دراسة ألسنية بعنوان: بيولوجيا اللسانيات .. مدخل للأسس البيوجينية للتواصل اللساني من منظور اللسانيات العصبية، تبحث العلاقة الجدلية بين اللغة والمخ من عدة مناح إمبريقية تحليلية؛ فقد طال بحث العلماء عن ماهية اللغة وأسسها وتكونها، من سيرورة إنتاجها حتى تراكبها عباراتٍ وجملاً على ألسنة المتكلمين في الحدث الاتصالي اللساني بين البشر. وعليه فالدراسة عالجت الجوانب الجينية الأولية لمراحل التكوين اللغوي في الدماغ، ونبهت إلى الخصوصية التركيبية للغة العربية في أكثر من إشارة مرتبطة ببعض النتائج التحليلية المعاصرة، وبناء على معطيات تجريبية ونظرية، أفاد منها الباحث في توضيح منطقية الترابط بين العربية والاتجاهات التوصيفية الحديثة، فيما يخص جانب التداخل الاختصاصي بين علوم الكون واللغة والدماغ البشري.
عالجت الدراسة كذلك كثيرا من الجوانب العصبية الخاصة باللغة، في عملية التواصل خاصة، وبينت الدور الكبير الذي يقوم به الدماغ في السيطرة على السيرورة اللغوية وموجهاتها التشابكية، والتكامل الترابطي بين مختلف مراكز الدماغ المسئولة عن اللغة من أجل ضبط الفعل الاتصالي اللساني.
والهدف الرئيسي من هذا المنظور الجديد في معالجة اللغة الإنسانية هو سبر مثل هذا التداخل بين مختلف العلوم، خاصة العصبية العرفانيةNeuro-Cognitive، وتوضيح كيفية الاستفادة، بل وكيفية التنظير لمنهجية معاصرة في التحليل الدلالي اللساني، يبتعد عن الحدس والتوقع، وينبني على المنهج الإمبريقي في التحليل والملاحظة والاستقراء والاستدلال ... إلخ.
وعليه فقد اتخذت الدراسة من المنهج الظاهراتي (الفينومينولوجي) أداة مساعدة بجانب منهج اللسانيات العصبية Neurolinguistics لتوضيح الكثير من الجزئيات المطروحة للبحث، كما بيناه بالتفصيل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبد الرحمن محمد طعمة محمد
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 7, Numéro 3, Pages 11-72 2016-09-01