الجزائر

بيوت من زجاج !!



بيوت من زجاج !!
بقلم: خيري منصور*أليس غريبا أن يقذف أصحاب البيوت الزجاجية بالحجارة بيوتا من إسمنت وحديد ؟ هذا السؤال قد يختصر حكاية طويلة في العالم العربي الذي تحصّن الناس فيه ضدّ النقد ومنهم من ادّعى المعصومية ومن يرصد عيّنات من الإعلام العربي في مختلف مراحله يجد أنه إما بلا ذاكرة أو بلا خجل لأن التناقضات فادحة من حيث خلط المفاهيم وفاضحة لذهنية تخضع للغرائز وبدلا من أن يتستر من لم يعرف شيئا عن الديموقراطية والتمدن لأنه مُبتلى بثالوث الباترياركية والثيوقراطية والأوتوقراطية يشهر عيوبه في الهواء الطلق ويذكّر الآخرين بما نسوه أو تناسوه عن أحواله.ومنذ دخل المذياع الخشبي العالم العربي حتى آخر جيل تكنولوجي من الميديا كان الهجاء المتبادل هو البديل عن الحوار ولو عاش شعراء النقائض في العصر الأموي إلى أيامنا لوجدوا مجالا بالغ الحيوية لممارسة هجائياتهم ورعاة لهذا الهجاء لا تكف أيديهم عن قذف أكياس الدراهم.في ستينات القرن الماضي كان من تمتلىء سجونه بمختلف ألوان الطيف السياسي من اليسار واليمين والوسط يتناسى أن زنازينه من زجاج فيرمي الحجارة على الآخرين في مختلف الجهات ولم يكن يومئذ من الشهود ما يكفي لكشف المسكوت عنه والمستور.إن تطوير أدوات الإعلام وتقنياته كان وما يزال معزولا عن تطوير الرؤى والمفاهيم وأحيانا يكون المنجز العلمي في خدمة العصاب الإيديولوجي تماما كما تطورت أدوات التعذيب وأساليب انتهاك حقوق البشر !وقد يغيب عن الذين حلموا بالوحدة العربية أنها تحققت لكن على نحو معكوس فالتخلف والتجهيل والاقتتال الطائفي هي قواسم قومية مشتركة ومن لا يصدق ما نقول عليه أن يعيد قراءة التقارير التي تنشر موسميا عن أحوال العرب بدءا من نسب البطالة حتى تدني المستوى الأكاديمي للجامعات !!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)