لكن هل ما ينساه الإنسان ينساه الملك الديَّان؟! كلاَّ، ثم كلاَّ! فالإنسان مراقَب على مدار اللحظة! وتسجِّل ما يترك حتى يوم العرض الأكبر، لا جيوب ولا نبوءات، لا خزائن ولا حصَّالات: « يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ « هناك ينطق ما سجلت، ويخرج ما طبعت! « هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ « عملُك ينسخ في آلة إلهية لا تضل ولا تنسى، ويحفظ في مكان مأمون لا يُتلَف ولا يسرق، ولا يصادر، ولا يتغيَّر بتغير المناخ من أعاصير أو رياح، كلا! وإنما: « فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ « «كلما مرَّ عامٌ عليك يجبُ أن يعلن فيك أنك تقترب من قبرِك، وتقترب من آخرتك، وتقترب من ربك، وتقترب من حسابك، وتقترب من مصيرك!أنت بين يوم مشهود، ويوم موعود؛ فقدِّم لليومينِ، واعمل للدارين؛ اعمل لغَدِك كما تعمل ليومِك، واعمل لمعادِك كما تعمل لمعاشِك، واعمَل لآخرتك كما تعمل لدنياك، الله عز وجل يُقسِم بأجزاءِ الوقت؛ يُقسِم بالليل ويُقسِم بالنهار، يُقسِم بالفجر ويُقسِم بالعصر، والعظيمُ لا يُقسِم إلا بعظيمٍ، ولا يُقسِم الله عز وجل بشيءٍ إلا ليلفتنا إليه، الوقت هو ثروتنا، هو حياتنا، هو وجودنا، يجب أن نستغله ونستهدفه، ونضع له الخطط لمصلحة ديننا ودنيانا؛ لنجعل الدنيا مزرعة للآخرة، وإلا سنذبح بهذا الوقت، إنه كالسيفِ إن لم تقطعْه قطعك.
العام اثنا عشر شهرًا، والشهر ثلاثون يومًا، واليوم أربع وعشرون ساعة، والساعة ستون دقيقة، وفي كلِّ دقيقة كم من نَفَسٍ يتردَّد، وكم من قلبٍ ينبض، وكم من عينٍ تطرف، وكم من نعمةٍ تغمرك ماذا أنتَ صانعٌ في هذا الوقت؟! هل تشكر هذه النعمة؟ هل نذكر المُنعِم؟ هل من إيمانٍ يوجِّهنا نحو السمو والعلو، نحو السباق والإشراق، نحو الإحسان والرضوان، نحو النجاح والفلاح؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz