الجزائر

بين منتخب ومقاطع... إجماع على التغيير السلمي ووجوه أكثر نزاهة



عدد القراء 1
تدخل الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني ولكنها "لا حدث " وسط المجتمع الجزائري الذي صارت الانتخابات الرئاسية الفرنسية موضوع اهتمامه وصار المترشحين لدخول قصر الإليزيه أكثر شهرة من المترشحين للانتخابات التشريعية في الجزائر وهذا بالرغم من الرحلات المكوكية التي يقوم بها هؤلاء عبر مختلف ولايات الوطن للتعريف بأنفسهم وشرح برامجهم ومن ثم الحلم في كسب أصوات المواطنين الذين صارت أصواتهم أغلى من أسعار البطاطا الملتهبة .

هي إذن حملة "باردة" في عز الغليان السياسي الذي يشهده العالم العربي بالخصوص في إطار ما يعرف بالربيع العربي ،هكذا يرى المتتبعون الحملة الانتخابية في الجزائر والتي صار العزوف يهدد زوالها قبل أن يأتي موعد العاشر ماي الذي تنتظره الأحزاب كهلال العيد .

أسبوع يمر وأسبوع يأتي وبعض الأحزاب لم تتمكن من التعريف بنفسها وما بالك كسب أصوات في صفها ،خطابات متشابهة لمعظم الأحزاب مع استنساخ للبرامج ،قاعات شبه خالية عن عروشها ،لافتات بيضاء وشارع غلبت عليه الحياة اليومية بمشاكلها بالخصوص مع ارتفاع معظم المواد الاستهلاكية منذ ما يزيد عن ثلاث أشهر والتي جعلت من المواطن رهانا للاقتصاد الجزائري تتلاعبه بورصة "الضمائر" بدل الأسهم .

ارتأت الجزائر الجديدة في موضوعها هذا أن تستطلع رأي الشارع الجزائري بعد دخول الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني ،فيرى محمد صحفي بإحدى الجرائد الوطنية، إن تشريعيات 2012 هي انتخابات شكلية فقط لأن الطبقة السياسية الحالية فقدت مصداقيتها لدى الشارع الذي أصبح مهتما بالشؤون التي تمس حياته اليومية مثل غلاء الأسعار السكن ،الشغل ،وغيرها من القضايا التي لا تزال تشغل الحيز الأكبر من اهتماماته، و يأمل أن تكون الإنتخابات القادمة نقطة تحول نحو جزائر أكثر استقرارا ورفاهية بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها .

في هذا الشأن يرى حميد مهندس معماري أن المواطن الجزائري يملك تجربة سياسية لا بأس بها منذ الاستقلال إلى الآن وهوما جعله يفقد الثقة في الساسة الذين كانوا السبب وراء انعدام هذه الثقة بين الحاكم والمحكوم وصار كل واحد في ضفة وكلأنهم لا يعيشون في نفس البلد ،مضيفا أنه على هؤلاء الساسة الذين لم يقيموا للمواطن وزنا أن يخرجوه الآن للانتخاب .
وتقول لويزة مهندسة في الإعلام الآلي وعاملة في شركة خاصة ،أنها لم تنتخب في حياتها ولن تفعل ذلك ما دامت نفس الوجوه تتربع على عرش السياسة في الجزائر ولا تريد أن تقبل بأن الوقت قد تبدل وعليها أن تترك مكانها للشباب الذي يريد أن يتسلم المشعل، بلا هي تريد أن تعيش وتموت فوق الكرسي ولا تعرف المواطن إلا وقت الانتخاب، مردفة أنها لن تنتخب في بلد يرى شعبه أرقاما فقط وليس كإنسان يتطلع للأفضل .

أما بالنسبة عمي سعيد متقاعد فانتخابات هذا العام ستكون مرآة عاكسة لفشل السياسة في هذا البلد الذي أنهكه الاستعمار وزادته المشاكل الإقتصادية والإجتماعية بؤسا وصار المواطن يصارع الحياة اليومية وكيفية الحصول على المعيشة حيث لا يملك الوقت لينظر ما يجري من حوله في أمور السياسة ،بل صار المواطن كعرائس القرارقوز يحركها الساسة كيفما يشاءون .
على عكس الآراء السابقة، ترى نوال طالبة جامعية أن إنتخابات هذه المرة استثنائية وظروفها كذلك ،كونها تحدث في عز الربيع العربي الذي غير الموازين في العديد من الدول، وهوما يجعل المواطن الجزائري أمام تحد كبير يلزم الحاكم والمحكوم أن يكونوا يدا واحدة من أجل التصدي للعدوان الخارجي الذي يتربص بالجزائر كما تربص بعدة بلدان عربية تحقق فيها ما يعرف بالثورات في إطار الر بيع العربي.
هي عينات من عمق الشارع الجزائري و نظرته للإنتخابات التي يأمل فريق منه في أن تكون فارقة نحو مستقبل أفضل .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)