الجزائر

بين من أيدها ومن عارضها أو لا يبالي بها مسيرة اليوم بين الأمل في التغيير والخوف من الانزلاق



بين من أيدها ومن عارضها أو لا يبالي بها مسيرة اليوم بين الأمل في التغيير والخوف من الانزلاق
تعيش الجزائر العاصمة اليوم حالة تأهب قصوى تحسبا للمسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية ولم ترخص لها سلطات ولاية الجزائر. وهي المسيرة التي حددت لها التنسيقية مسلكا يمتد من ساحة أول ماي إلى غاية ساحة الشهداء. وتعمل قوات الأمن على جبهتين أولهما العمل على سد المنافذ المؤدية إلى مسلك المسيرة وثانيهما حماية المؤسسات العمومية والرسمية من أي خطر قد يؤدي إليه أي انزلاق للوضع بعدما راجت إشاعات في الأحياء المجاورة لساحة أول ماي فقد عرفت الطرق المؤدية من ساحة أول ماي إلى شرق العاصمة استنفارا لم تشهده العاصمة منذ أمد بعيد إذ يقبع العشرات من الحافلات والشاحنات التابعة لوحدات الأمن الجمهوري أمام مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين وفي طريق جيش التحرير الوطني فقد تم تجنيد أكثر من 20 ألف شرطي لهذا الغرض حسب مصادر مطلعة نفس المشهد بالناحية الغربية وبالضبط في ساحة الشهداء وقرب مقر المديرية العامة للأمن الوطني بباب الواد إذ تعرف العاصمة ضبطا محكما حركة الدخول إليها والسير في طرقاتها المؤدية إلى مسلك المسيرة. وكانت مؤسسة النقل الحضري قد أعلمت زبائنها بغيابها يوم المسيرة بعد أن كان مسؤولوها قد استحضروا الخسائر التي تكبدتها المؤسسة أثناء مسيرة العروش عام 2001. أما المواطنون فهم منقسمون بين
بين الخوف والرجاء والتأييد والمعارضة. غير أن ما يجمع عليه أغلب من التقيناهم هو الخوف من عواقب المسيرة ولم نكن في حاجة للسؤال من خلال سلوك المواطنين الذين سارع أغلبهم إلى اقتناء أكبر قدر من المؤونة من العجائن والحبوب الجافة والزيت والسكر وغيرها تحسبا لأي انقطاع للتزود بالمواد الغذائية في حال ما تحول الوضع إلى انزلاق لا قدر الله وحتى محطات البنزين فقد عرفت إقبالا غير عادي في الأيام الأخيرة نظرا للاضطراب الذي عرفته حركة السير. فالحيرة إذن حاضرة والتساؤلات تفرض نفسها حول توقيت المسيرة وأهدافها وعواقبها فهناك من يراها شرعية وساندها ورأى أنه لا فائدة من قرار يمنع السير في العاصمة ومنهم من يرى بعدم شرعيتها وعدم تمثيل من يقف وراءها لأغلبية الشعب الجزائري وبين هذا الموقف وذاك هناك أغلبية هيمن عليها مناخ الخوف من انزلاق الوضع إلى أعمال شغب وهو المناخ الذي يحوم حولها بالنظر إلى العدد الهائل من أفراد الشرطة المجندين والذهول الذي أحدثته ضخامة المعدات التي صاحبتهم. ومن بين ما عبر عنه المواطنون هو خوفهم من انقطاع الهاتف النقال اليوم وهناك من نقل أولاده إلى منطقة بعيد بضواحي العاصمة في حين أن هناك من المواطنين من يرى أنه لا يرتقب أي انزلاق وأن الحديث عن مثل هذه العواقب إنما هو استهانة برزانة ورجاحة عقل الجزائريين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)