الجزائر

بين جيل الأمس.. وجيل اليوم



بين جيل الأمس.. وجيل اليوم
بين جيل الأمس وجيل اليوم مفارقات كبيرة كان ولابد من التوقف عندها في ظل الظروف الراهنة المتميزة بالتحضير لاحتفائية نصف قرن من استعادة السيادة.
فجيل الاستقلال الذي خرج لتوه من معركة التحرير الكبرى، كان في حقيقته مفعم بالحيوية وروح التمتع بالحربة والاستقلالية، وهو ما جعله يصنع رغم الظروف العسيرة، آمالا وأهدافا وأحلاما.
والحقيقة المرة التي لا يمكن لعاقل ان يمر عليها مرور الكرام، هي ان هذا الجيل في ظل هذه الاضطرابات الراهنة والتغيرات السريعة، لا يمكنه ويا للأسف، تصديق مثل هذه الشهادات الحية التي ينقلها إلينا من عايشها وحاضرها وسايرها.
إشارات ودلائل لا يمكن ان يغفل عنها او يتجاهلها المختصون، وهي كما نلمسه في الواقع دلالات عدم اهتمام جيل اليوم بتاريخه ووطنيته، وهذا أمر جلل.
وكما يقول علاء الدين رقيق «الأمر الذي يحيله إلى حالة من الإحباط واليأس تجعله أقل إيمانا وتصديقا لما يحكى إليه من عظمة الجهود والانجازات التي حققتها، الثورة في مطالع الاستقلال».
وهنا لابد ان نتساءل عن الأزمات المسببة لهذا الإحباط، وأعتقد ان أهل الاختصاص لا زالوا بعيدين كل البعد عن مواكبة تغيرات هذا الوسط، بدءا بالمدرسة وذهابا إلى الجامعة دون توقف عند المؤسسات الثقافية فحسب، وغيرها من الهيئات المعنية.
إذ من غير المعقول ان يترك هذا الشاب لوحده في هذا المعترك الخطير، الذي أدى إلى حالة خطيرة من اليأس والقنوط لا تحمد نتائجها وعواقبها، وما «الحرڤة» التي نسمع عنها ونرى جثث أبنائنا يداس عليها هناك، لأكبر دليل على حالة القنوط التي تنتاب هذا الجيل.
غير أن هذه الحالة ليست وحدها، انما وكما يقول الأديب عمار بلحسن واصفا حياة الشباب الحالي بأنها «حياة استهلاكية مستعصية وثقافة يومية معطوبة، وبين حياة عاطفية وأخلاقية وجنسية مكبوتة، لا تملك أي قناة للتصريف والممارسات الاجتماعية الحرة»، فضلا عن الرغبة التي تعتري جيل اليوم في «تعمير الشكارة» وحسب، دون أي جهد يبذل أو خطوات تتبع، بعيدا عن العلم وتحصيله، إذ الكل يقول ان لا فائدة من تحصيل العلم ما دام أصحاب «الكتاف» والجاه والسلطان هم يحق لهم التوظيف على حساب أهل الكفاءة والمعرفة، وهنا يتساءل أحدهم: كيف يمكن ان نلوم هذا الجيل ومنطق العشيرة والقبلية والهيمنة السلطوية من ذوي المال مازال قائما؟..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)