الجزائر

بين تيليملي وكاب سيغلي!؟


بين تيليملي وكاب سيغلي!؟
يا ”جماعة” خلونا من الرسائل المشفرة والرسائل من تحت الماء، على حد تعبير سعداني، تبادلوا بينكم الرسائل حتى وإن كانت ستائم ولا تمروا إلى أمور أخطر.وأقصد بالجماعة، الذين فوق ويتصارعون على لسان الويزة وسعداني. فالبلاد ليست في حاجة إلى حرب أهلية آخرى لا قدر الله، فهذه المرة أية شرارة ستحرق الجميع باستثناء الذين كنزوا أموالهم ووضعوا أبناءهم في مأمن في الخارج.أقول هذا لأن داعش ليست على الحدود وإنما الآلاف من خلاياها النائمة هنا في الداخل، ومسألة اكتشاف أسلحة ب”تيليملي” من أيام مخيفة ومخيف أكثر التساؤلات التي طرحتها إحدى الصحف، إن كانت هذه الأسلحة ستستعمل في محاولة انقلاب!سواء كانت هذه العملية موجهة للتخويف أو أن الأسلحة كانت بحوزة جماعات إرهابية، فالأمر سيان ولا أتمنى أن يصل الصراع على السلطة إلى هذا الحد، لأن مجرد شرارة مثلما أسلفت ستحرق الجميع. ألا يكفي الثمن الذي دفعناه سنوات التسعينيات من وراء الخيارات السياسية الخاطئة، فسياسة التخويف والترهيب مفلسة ويكفي دليلا على ذلك تجربة الفيس التي حطمت أمالنا في بناء ديمقراطية حقيقية وإنفتاح حقيقي. يكفي تآمرا على البلاد من أجل مصالح ضيقة لزمر حتى لا أقول لأشخاص.الوضع الإقليمي لا يسمح بهذا النوع من المغامرات، فلن تفتح علينا أبواب جهن وداعش المتركزة بليبيا وأذرعها في الداخل لا تنتظر سوى فرصة كهذه لتنقض على البلاد والعباد.لا أدري لماذا تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ خبر أسلحة ”تيليملي” مساء الأربعاء، قصة أسلحة ”كاب سيغلي” أيام وفاة الرئيس هواري بومدين، لا أتذكر جيدا تفاصيل تلك العملية، لكني أعتقد كانت مفبركة لجعل الجزائريين يلتحمون حول عدو ”وهمي” ولقبول خيارات سياسية بعينها.العدو الآن ليس وهميا، بل حقيقيا وجربنا ناره ودفعنا أزيد من 200 ألف قتيل في جنون الإرهاب والصراع على السلطة.لا أشك أبدا في نزاهة مؤسسة الجيش التي لولاها لكانت الجزائر أفغانستان أخرى. لكن أخاف أن يزج بها من جديد في صراعات سياسية عقيمة.تبادلوا الشتائم والرسائل كيفما شئتم لكن لا تحرقوا البلاد وكفاكم ما حققتم من مكاسب على ظهر الأزمة. وكفانا ما ضيعته البلاد من فرص جراء خياراتكم السياسية العقيمة ومن صراعات منذ الاستقلال!إن كانت عملية عنابة، أو عملية ”تيليملي” التي تزامنت معها يراد من ورائها التخويف، فإنه لم يعد هناك شيئا يخيف الجزائريين ودعوة بعض السياسيين الشعب الجزائري للخروج إلى الشارع للدفاع عن مصير البلاد مثلما يدعون، لن تكون مستجابة، فقد فهموا اللعبة وفهموا أن من استفادوا من الأزمة الأخيرة ليسوا من ضحوا بأنفسهم لحماية البلاد. فلن يخرج أحدا لا ضد قانون المالية ولا للدفاع عن جناح في صراعه ضد الجناح الآخر!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)