الجزائر

بين القذافي وتشافيز...



بين القذافي وتشافيز...
حمدا لله الذي أطال عمري إلى أن رأيت وتابعت تشييع جنازات العشرات من الحكام العرب والمسلمين وغيرهم.. منهم الرئيس.. الوزير.. السفير والجنرال، وبطبيعة الحال، فالمشاهد مختلفة، بين جنازة رأيت الناس فيها سعداء، وجنازة أخرى رأيت الناس فيها في قمة الحزن.
لو كان رأيي يؤخذ به، لاقترحت استنساخ مراسم تشييع جنازة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز وتوزيعها على الحكام العرب جميعا، وتحت تغطية إعلامية عالمية، ليشهد الناس تبليغهم، علهم يعتبرون من موت الرجل الذي بكاه العالم كله وليس فنزويلا فقط.. ولعل أحد هؤلاء الحكام العرب تساءل وهو يتابع تشييع الجنازة عن سر تعلق الشعب الفنزويلي بالرئيس الراحل، وكيف أنهم قرروا تحنيط جثمانه، ليظل حاضرا بينهم، حتى وهو ميت !
لعل أقرب جواب إلى العقل عن هذا السؤال، هو ما قاله الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر " إن تشافيز سيذكر لشجاعته في التعبير عن الاستقلال في أمريكا اللاتينية...على الرغم من أننا لم نتفق مع جميع أساليب حكومة هوغو تشافيز، ولكن لم نشك في التزامه لتحسين حياة الملايين من شعبه"، وعندما يعترف العدو اللدود والخصم العنيد بفضائل الرجل، فتلك هي الشهادة بمكانته، وذاك هو الجواب عن سر تعلق شعبه به.
مشكلة الحكام العرب، أنهم لمجرد وصولهم إلى كراسي السلطة، يتنكرون لشعوبهم، فتزيد بذلك الهوة بينهم، ويعتقدون أنهم أبرموا صفقة مع عزرائيل، فيبادرون بذلك إلى خلق عداوة مع شعوبهم، وقارنوا إن شئتم بين موت القذافي في ليبيا الذي يلخص كل الحكام العرب، وموت الزعيم تشافيز في فنزويلا.
سعيد مقدم


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)