بين الشوطين/ متاعب الناخب الوطني مع التشكيلة الأساسية

إذا اعتمدنا على لغة الحسابات، فإن تاريخ إجراء المقابلة الفاصلة التي سيخوضها منتخبنا لكسب ورقة التأهل إلى المونديال، لم يعد يفصلنا عنه سوى شهرين على أقصى تقدير، وهو ما يعني أن الناخب الوطني عليه إيجاد الحلول العاجلة للمشاكل التي تعترض طريقه من أجل إيجاد التركيبة الأساسية لتشكيلته المطالبة برفع التحدي وكسب المواجهة الفاصلة بغض النظر عن لون المنافس الذي ستقابله.وإذا اعتمدنا على لغة الواقع وما يميز يوميات المنتخب الوطني، نجد أن الإشكال الكبير والعويص الذي يرهق كاهل الناخب الوطني يكمن أساسا في تواجد العديد من كوادر منتخبنا في وضعية شائكة وحرجة داخل صفوف أنديتهم بفعل جلوسهم المتواصل في كرسي الاحتياط، منذ انطلاق الموسم، وهو ما يعني أنهم ليسوا في أحسن أحوالهم، ما يفسر إلى حد بعيد قرارات حليلوزيتش بالتخلي عن خدمات بعضهم، غير أن ذلك لا يعني بتاتا أنه تخلص من هذا الكابوس، والدليل أن العناصر التي كان الجميع يعول عليها لتكون ركيزة المنتخب الوطني في القريب العاجل، توجد هي الأخرى في وضعية غير لائقة والمثال الحي يأتينا من اللاعبين بلفوضيل وتايدر اللذان انتقلا إلى أحد أعرق الأندية الأوروبية ممثلا في نادي انتر ميلانو، غير أنهما لم يتمكنا من حجز مكان أساسي في تشكيلة المدرب ماتزاري. نفس الوضعية يعيشها اللاعب غيلاس مع ناديه بورتو البرتغالي الذي انتقل إليه في الأسابيع الماضية، حيث ما يزال خارج خيارات مدربه، ومعه سوف يطرح إشكالا كبيرا للمدرب الوطني الذي يعد أحد خياراته رفقة اللاعبين سليماني وسوداني في الهجوم. وإلى جانب كل هؤلاء، يمكننا كذلك الحديث عن مصير لاعب الوسط مهدي لحسن الذي ما تزال معاناته مع كرسي الاحتياط في ناديه خيتافي متواصلة منذ الموسم الماضي، أما إذا تحدثنا عن القاطرة الخلفية، فإن عناصر الدفاع هي الأخرى لا توجد في أحسن رواق لإقناع المدرب الوطني بدءا بحليش المصاب ومرورا بمصباح وانتهاء ببلكالام الذي لا يلعب لحد الآن، بالإضافة إلى الحارس مبولحي الذي ما يزال مسلسله مستمرا ، ويبقى السؤال المطروح هو كيف سيتعامل الناخب مع هذه الوضعيات إذا كتب لمنتخبنا الوصول إلى كأس العالم واستمرت معاناة اللاعبين المذكورين طيلة الموسم؟