الجزائر

بين التشاؤم والتفاؤل.. الفنان الجزائري يبحث عن الملموس



أخيرا، ستنصب وزيرة الثقافة المجلس الوطني للثقافة الذي يضم مجموعة من الأسماء من عالم الثقافة والفن، في خطوة تحاول نفض الغبار عن معاناة الفنانين والمثقفين من التهميش. بين متفائل ومستبشر ومتخوّف ومبارك لهذه الخطوة، اختلفت آراء الفنانين الذين استجوبتهم ''الخبر'' حول مدى أهمية هذه الخطوة وما ينتظرونه منها؟الفنان عبد النور شلوش
''يجب الابتعاد عن التكتل والمحسوبية''
يبارك الفنان المخضرم عبد النور شلوش هذه المبادرة، ولو جاءت متأخرة، كما قال، متمنيا أن لا تقتصر الخطوة على الأدباء والتقنوقراطيين، حيث أضاف: ''أرجو أن يفتح المجال للفنانين المخضرمين مثلي، لنكون جسرا بين الجيل القديم والجديد''.
كما يطالب شلوش أن تكون التركيبة الممثلة للفنانين ذات مستوى تعليمي وتاريخ مهني محترم، حتى تتقدم بالاقتراحات التي تخدم الصالح العام، مضيفا: ''أركز هنا على الفنان المثقف أكثر''. كما دعا شلوش فيما يخص تركيبة المجلس، إلى الابتعاد عن ثقافة التكتل والمحسوبية والجهوية.
وفيما يخص مهامه، يرى شلوش ضرورة أن لا يكون المجلس مجرد هيكل فارغ من محتواه، بل قوة اقتراح وتنفيذ، وأن ترتكز مهمته الرئيسية في توفير الحماية الاجتماعية للفنان واقتراح المشاريع الهادفة و''أن يساهم في تحريك آلية الإنتاج الذي يضعف سنة بعد سنة''.
الممثل والمنتج حكيم دكار
''أتمنى أن لا يكون مجرد ديكور''
يرى الممثل حكيم دكار أن الفنان الجزائري انتظر طويلا خطوة فعالة كهذه، لكنه انتقد تشكيلة المجلس، وقال: ''أتمنى أن لا تقتصر فقط على المثقفين''. متسائلا: ''هل يملك المجلس كل الأدوات والمعطيات حتى يطبق اقتراحاتهم ومشاريعهم، أم أنه يبقى فقط مجرد مجلس ثقافي، يضاف إلى كثير من ديكورات وزارة الثقافة فقط؟''.
ومع ذلك، اعتبر دكار الخطوة إن اتّسمت بالجدية ''مبادرة في الطريق الصحيح''، مشيرا إلى أن كل ما بقي يرتكز بالأساس على علاقة المجلس بالوزارة والإمكانيات التي توظفها في خدمته، حيث دعا إلى ضرورة فتح نقاش عام مع الفنانين، مع إعطاء كل الصلاحيات من أجل تنفيذ المشاريع كي لا تبقى مجرد حبر على ورق.
أما عن تركيبة المجلس، فيقترح دكار أن تشمل أسماء الفنانين الذين يملكون خلفية ثقافية وتخدم تاريخها الفني وتخاف عليه.
الممثل حسان بن زراري
''الأهم هو تعزيز المهنة بقانون عام ينظمها''
كشف الفنان حسان بن زراري أنه سبق أن التقى الوزيرة، التي تحدثت عن المجلس في عيد الفنان يوم 8 جوان الماضي، وقدمت بعض المعلومات والتوضيحات في هذا الشأن. واعتبر بن زراري أن المجلس كان الأمنية التي انتظرها الفنان الجزائري منذ وقت طويل، على أن يبقى الشرط الأساسي، حسبه، أن يخدم الفنان، عن طريق الاهتمام بمشاكله بصفة عامة ومستقبل الفنان الشاب، خاصة عن طريق توفير التكوين، مع الاهتمام بالمهنة وترقيتها، مضيفا أن الفنان عانى التهميش لسنوات طويلة.
وعن تركيبة المجلس، أوضح بن زراري أنه يقترح أن يمثل كل قطاع في الفن والثقافة واحد منه، وأن يكون معروفا ومتفرغا لهذا العمل، ومثقفا وذا خبرة ومضطلعا على مشاكل الفنانين، مضيفا أن ''مجال التمثيل واسع، أتمنى أن يمثله أكثر من واحد، لأنه يشمل المسرح والسينما والتلفزيون''. وتمنى بن زراري أن تكون هذه الهيئة مجلسا للاقتراح، ليختم كلامه ''مشكل الفنان لا ينحصر في البطاقة، بل في توفير فضاءات للعمل والإنتاج، وأن تعزز المهنة بقانون عام ينظمها، ويفرض احترام الفنان ويحفظ حقوقه''.
الممثلة فريدة كريم
''لا أنتظر أي تغيير''
عكس سابقيها، فقد عبّرت الممثلة فريدة كريم عن تشاؤمها من هذه الخطوة، التي ترى بأنها لا تختلف عن كل ما سبق، وترى بأنها لا تغيّر من وضعية الفنان الذي يبقى دائما مهمّشا. وتساءلت بكثير من الاستياء: ''لقد انتهى رمضان وما زلت إلى اليوم لم أتحصل على أجري كاملا، وما زلت أجري وراء المنتج.. نحن الفنانون أداة فقط لطفيليات الفن ومن يتاجرون به''. ولم تتوقف فريدة كريم عن انتقاد هذه الخطوة، بل قالت إن الأمور إن سارت بنفس الطرق المعروفة في تسيير اللجان والمجالس، سنبقى نجمع الإعانة للفنان عندما يمرض ويبقى يعاني من التهميش بمجرد أن يتقدم به السن، دون أن يجد عائلا. ورغم ذلك، تتمنى خالتي بوعلام أن تشرق شمس 2012 على الفنان الجزائري.
الممثلة عتيقة طوبال
''مشاكل الفنان مرتبطة بحركة الإنتاج والعمل''
رغم تفاؤل الفنانة الكوميدية عتيقة طوبال بالخطوة التي اتخذتها الوزارة في تنصيب مجلس للثقافة للنظر في شؤون الفنان، والتي تراها صفحة جديدة في حياة الفنان الجزائري طال انتظارها، إلا أنها تبقى متخوّفة، وتقول إن الأهم في هذا المجلس أن لا يبقى حبرا على ورق، وأن يتحرك من أجل أن يعيد الاعتبار للفنان الذي يموت في صمت. وحول إمكانية أن يحلّ المجلس أو ينظر في حالة الفنان الاجتماعية، أبدت عتيقة تشاؤمها قائلة: ''صعب أن تحلّ مشاكل الفنان، لأنها مرتبطة بحركة الإنتاج والعمل''. مع ذلك، ترى أن الأمل ما زال قائما والطريق طويلا للوصول إلى تحقيق أي مطلب اجتماعي، وعلى الفنانين التضامن والاتحاد، وهذا باختيار الشخصيات القوية التي تخدم قضية الفنان في الجزائر والنزيهة التي تسهر على الخروج به من دوامة الحاجة والتهميش.
وعن مطالبها كفنانة. تقول: ''كل ما يطلبه الفنان أن تتغير وضعيته المهنية والاجتماعية، وأن يتمتع بالحقوق ككل الفنانين في العالم، بعبارة أخرى أن يوضع في الإطار الذي يستحقه''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)