الجزائر

بين البارح واليوم ...الحاج العيدي أكبر معمّر في سكيكدة عمره 106 سنوات ويتذكر أدق التفاصيل عن رمضان



قبل الشروع في الحديث مع الحاج العيدي قروط، أكبر معمر في سكيكدة بسنواته الـ106، كنت أفكر في المتاعب التي قد تصادفنا مع هذا المسن، من حيث السمع والنطق وذلك بحكم سنه المتقدمة، غير أننا على العكس من ذلك، وجدنا شخصا كان يتحدث بسهولة مطلقة وبكلام مفهوم، ويرد على أسئلتنا عن شهر الصيام زمان.  يقول الحاج العيدي: ''رغم الفقر، كان رمضان مليئا بالخير والبركة والتسامح بين الناس، وكنا نتضامن فيما بيننا، والجميع يفطر رغم قلة الإمكانيات وغياب المواد الغذائية، حيث كنا نعتمد على ما تجود به الأرض من خضروات وقمح وشعير وزيت الزيتون. وفي المناسبات، نعتمد كذلك على النفقة التي كنا نوزعها على كل العائلات، حتى تتمكن من أكل اللحم في رمضان. إلى جانب هذا، كنا في الشهر الفضيل نكثف من خدمة الأرض التي هي مصدر عيشنا''. عمي العيدي المجاهد، عذبه المستعمر تعذيبا قاسيا، حيث بلغت وحشية المستعمر حد تقييده خلف شاحنة وجره على بطنه وظهره وسط الشارع الرئيسي لمدينة سكيكدة. آثار التعذيب ماتزال على ساقيه، وقد زج به في كل من سجن الكدية بقسنطينة وسجن لمباز بباتنة. ورغم كل هذا، لم يفرط في الصيام، وكان فطوره طعاما بسيطا لا يتعدى قطعة خبز وحساء دون طعم. أما عن رمضان في وقتنا الحاضر، فقد وصفه بالسهل بالنسبة له، حيث قال: العطش لا يؤثر علي، بالرغم من التحرك بين أرجاء القرية والسفر إلى عاصمة الولاية سكيكدة. وعن مميزات رمضان البارح، فقد أكد معمر سكيكدة أنه في رمضان البارح ''كنا نفطر على طلقة المدفع، وعند السحور ندق على أبواب بعضنا البعض، وكان الناس يتسامحون فيما بينهم ويتبادلون السهرات الليلية التي تحضرها بعض الألعاب البسيطة المريحة''.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)