الجزائر

بين ابن أبي ذؤيب وأبي جعفر المنصور



بين ابن أبي ذؤيب وأبي جعفر المنصور
قال الإمام الشافعي: حدّثني عمّي محمّد بن عليّ قال: إنّي لحاضر مجلس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور وفيه ابن أبي ذؤيب وكان والي المدينة الحسن بن يزيد. قال: فأتى الغفاريون فشكوا إلى أبي جعفر شيئًا من أمر الحسن بن يزيد. فقال الحسن: يا أمير المؤمنين، سَل عنهم ابن أبي ذؤيب. قال: نسأله. فقال: ما تقول فيهم يا ابن أبي ذؤيب؟ فقال: أشهد أنّهم يحطّمون في أعراض النّاس، كثيرو الأذى عليهم. فقال أبو جعفر: أفسمعتُم؟ فقال الغفاريون: يا أمير المؤمنين، سله عن الحسن بن يزيد. فقال: يا ابن أبي ذؤيب، ما تقول في الحسن بن يزيد؟ فقال: أشهد أنّه يحكم بغير الحقّ ويتّبِع هواه.فقال: سمعتَ يا حسن ما قال فيك وهو الشّيخ الصّالح؟ فقال: يا أمير المؤمنين، سله عن نفسك. فقال: ما تقول فيّ؟ قال: تعفيني يا أمير المؤمنين. قال: أسألك بالله إلّا أخبرتني؟ قال: تسألني بالله كأنّك لم تعرف نفسك!. قال: والله لتخبرني؟ قال: أشهد أنّك أخذتَ المال من غير حقّه فجعلته في غير أهله، وأشهد أنّ الظّلم ببابك فاش. قال: فجاء أبو جعفر من موضعه حتّى وضع يده في قفا ابن أبي ذؤيب فقبض عليه. ثمّ قال: أمَا والله لولا أنّي جالس ههنا لأخذتُ فارس والروم والديلم والترك بهذا المكان منك. قال: فقال ابن أبي ذؤيب: يا أمير المؤمنين قد ولّي أبو بكر وعمر وأخذَا الحقّ وقسّمَا بالسّويّة وأخذَا بأقفاء فارس والروم وأصغرا أنوفهم.قال: فخلّى أبو جعفر قفاه وخلّى سبيله. قال: والله لولا أنّي أعلم أنّك صادق لقتلتُك. فقال ابن أبي ذؤيب: والله يا أمير المؤمنين إنّي لأنصح لك من ابنك المهدي. قال: فبلغنا أنّ ابن أبي ذؤيب لمّا انصرف من مجلس المنصور لقِيَه سفيان الثوري. فقال: يا أبا الحارث: لقد سرّني ما خاطبتَ به هذا الجبّار ولكن ساءني قولك له ”ابنك المهدي”. فقال: يغفر الله لك يا أبا عبد الله كلّنا مهدي، كلّنا كان في المهد.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)