الجزائر

بيع الخردوات.. مصدر لجلب لقمة العيش



بيع الخردوات.. مصدر لجلب لقمة العيش
شباب وشيّاب يمارسونها بكل عزم 
بيع الخردوات.. مصدر لجلب لقمة العيش 

يصطفون بسلعهم عبر مداخل الأسواق وفي كل مكان ويبسطون طاولاتهم التي تحوي أشياء قديمة ومهترئة قد لا تسيل لعاب الزبائن إلا أنهم صمّموا على تحدّي مصاعب الحياة بكل عزم وجلب لقمة العيش بعرق الجبين ورأوا أن ذلك أفضل من مدّ اليد وطلب الصدقة من الغير لما يحمله السلوك من امتهان ومساس بشخصية المرء تلك الطاولات التي تبقى صورة تعكس حاجة هؤلاء إلى مدخول يومي يسدّ رمقهم ورمق عائلاتهم ويخرجهم من قوقعة الفقر والبؤس.
نسيمة خباجة 
كان وما زال بيع الخردوات مشهدا متكررا عبر الأسواق الشعبية يعكس بؤس فئة من الناس دفعها العوز إلى التقاط الخردوات من أجل بيعها والتعامل مع فئة قليلة من الناس فالكل يسعى إلى كسب الجديد واقتناء أشياء ذات جودة ولا يقرب من طاولاتهم إلا زبائن قليلون تكون غايتهم أحيانا الشراء لمساعدة تلك الفئة المعوزة التي اختارت بابا ضيقا للاسترزاق ببيع الخردوات.
ملامح حزينة 
ملابس أحذية أواني وأكسسورات منزلية مصابيح أسلاك لعب أطفال.. وغيرها من السلع القديمة نجدها تصطف بطاولات وبمحاذاتها أشخاص بملامح حزينة وعقول تائهة يتمنون بيع سلعهم التي لا تسيل لعاب العابرين إلا أن تحدّيهم وعزيمتهم كانا أقوى للاسترزاق بمبالغ بسيطة ودنانير لا تسمن ولا تغني من جوع لكنه مشهد التصق بأسواقنا وبأحيائنا وشوارعنا لفئات تتحدى الصعاب لأجل العيش بكرامة. 
اقتربنا من البعض منهم فوجدناهم من مختلف الفئات العمرية.. شباب كهول وشيوخ وحتى عجائز في أرذل العمر دفعتهم ظروف الحياة الصعبة وغلاء المعيشة لممارسة حرفة بيع الخردوات المنزلية بكل أنواعها.
أحد الكهول الذي كان يضع أمامه سلعا متنوعة وخردوات اقتربنا منه بالسوق الشعبي ببئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة فوجدناه بملامح حزينة سارحا بهمومه وأحزانه بعيدا قال إن الأزمة تلد الهمة فهو ربّ لعائلة تتكون من 7 أفراد يعيلهم بمنحة شهرية لا تتعدى المليون سنتيم مما دفعه إلى جمع الخردوات من منزله وحتى من الشوارع لإعادة بيعها في السوق.. وعن الإقبال قال إنه ضئيل إلا أن هناك فئات لا تقوى مادّيا على اقتناء الجديد فتقرب من طاولته لاقتناء بعض السلع القديمة على غرار الألبسة والأواني وبعض الأشياء التي يحتاجونها مثل الورود البلاستيكية وأكسسوارت الديكور القديمة بوجه عام وعن رأيه في المهنة التي يمارسها قال إنها رزق حلال وهو يراها أحسن بكثير من مدّ اليد وطلب الصدقة واستعطاف الناس لما للسلوك من مهانة ومساس بالشخصية. 
أما شاب آخر فقال إن قلة فرص العمل دفعته إلى جمع الخردوات من المفارغ لإعادة بيعها وهناك أشياء ذات قيمة يتخلّص منها البعض ويلقونها بمفرغة الحي فينتهز الفرصة لجمعها بهدف إعادة بيعها وتحصيل مداخيل حتى ولو كانت بسيطة.
وقد اقتحمت حرفة بيع الخردوات حتى النسوة لاسيما العجائز اللواتي تحدّين ظروفهن الصعبة ودخلن الأسواق ونصبن طاولاتهن لبيع مختلف الأشياء والخردوات المنزلية للكسب الحلال التقينا بإحداهن بسوق شعبي بضواحي الجزائر العاصمة فقالت إنها تمارس الحرفة منذ عامين بحيث تجمع بعض الخردوات التي لا تحتاجها من منزلها وتجمع بعضها من عند أقاربها لتبسطها بطاولة في السوق وقالت إنها تجد راحة في التعامل مع زبائنها وتمضية الوقت معهم بعيدا عن بعض المشاحنات الأسرية مع كنّاتها – تضحك- وأضافت أنها ستستمر في الحرفة ما حيت لأنها تستمتع بتلك التجارة رغم بساطتها.
تختلف الظروف وتتنوع الأسباب إلا أن حرفة بيع الخردوات تبرز مشهدا بائسا للبعض ممّن اختاروا الصراع مع مصاعب الحياة للخروج من قوقعة البؤس ولو بعائدات بسيطة. 




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)