الجزائر

بيان من عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية في الجزائر حول مصر



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
فتح الشعب المصري ومن ورائه شعوب العالم أعينهم على أفظع ما تفتح عليه العيون ، قتلى بالمآت رحمهم الله وجرحى بالآلاف – شفاهم الله – من بين أنصار الشريعة والشرعية ، قتلهم السيسي ليعيش هو وأولياؤه من العلمانيين ، وتغرق مصر في أجواء اللاأمن ولااستقرار، ولتأمن دولة الكيان الصهيوني وتحفظ مصالحها في فلسطين والمنطقة ، وينهدم مجد مصر ليبنى مجد إسرائيل، ويفرض على أكثر الشعب المصري العيش تحت حكم العسكر ، ويذوق مرارات الاستبداد والفساد عقودا أخرى من الزمن ، ويفرض على مصر أن تعيش فترة أخرى من الزمن سياسات طمس حضارتها ومسخ هويتها والتنكر لدورها القيادي في الأمة ، ونسيان ما حلم به شهداء ثورة 25 يناير 2011.
إن السيسي وقوى التغريب وحلفائهم قد وضعوا مصر على طريق القتل وانتهاك الحرمات ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه ونشر الفساد والاستبداد ، وقد ظهرت أولى علامات هذا الطريق بعزل الرئيس المنتخب د/مرسي وإلغاء الدستور الذي نص على مرجعية الشريعة، وغلق فضائيات التيار الإسلامي واعتقال الكثير من قيادته والمآت من شبابه ، وقتل المآت من أنصاره وجرح الآلاف منهم ، وهي مظاهر تنبئ بحاضر ومستقبل لاأمن ولااستقرار فيه لمصر ، فهل يستكين شعب مصر لهذه السياسات ويرضى بالعيش تحت حكم العسكر؟ وهو الذي خبره وخبر شروره ومساوئه على مدار ستة عقود انتهت بثورة 25 يناير 2011 ، ويريد السيسي ومعه أزلام النظام القديم والنصارى ومجموعات من العلمانيين أن يعودوا إليه ثانية ؟ أم أنه يختار طريق الشرف والكرامة وطريق الشريعة والشرعية فيستمر في التجمع والاحتشاد في الميادين مهما كلفه ذلك من ثمن، لأنه مظلوم ولايريد الاستسلام لظالمه، ولأنه يريد الشريعة والشرعية موقنا بأن التضحية من أجل ذلك هي الأقل ثمنا والأعظم أجرا عند الله تعالى معتمدا في ذلك (بعد الله تعالى) على نفسه : شعاره " إني مغلوب فانتصر".
لقد رأى شعب مصر كذب السيسي وكذب أوليائه من العلمانيين ، ورأى خيانتهم وعمالتهم ، ورأى جرمهم وحقدهم ، وتيقن من أن هؤلاء لا يرقبون فيه إلا ولاذمة ، وأنهم قد انقلبوا على الدستور وعلى الشرعية ، وأعدو عدتهم لخوض حرب مع أنصار الشريعة والشرعية ولوكلفهم ذلك قتل الآلاف وسجن أضعافهم ، وعلم شعب مصر قبل غيره أن شعارات الديمقراطية والحرية والمواطنة التي يرفعها هؤلاء لاتعن عندهم إلا أن يكونوا هم في الحكم، أصحاب السلطة والقرار في شؤون الدولة والمجتمع، وأهل الحق في الاستئثار بخيرات البلاد واستغلال ثرواتها، وأن يكون غيرهم مساعدا لهم راض عليهم وعلى سياساتهم أو خانعا مستكينا ، ولذلك فليس أمامه إلا الثبات على حقوقه والاستمرار في المطالبة بها بالوسائل السلمية اللازمة والمناسبة ، والصبر على ذلك وعلى ما قد يلحقه من أذى وضرر لأنها الأهون من الرضوخ لسياسات التحكم والاستبداد والفساد التي يدعوهم إليها السيسي وأولياؤه .
الآن ياشعب مصر وقد عرفت مايريده السيسي وذقت مرارته ،وقد قدمت نموذجا فذا في ثورة 25 يناير ونموذجا رائعا في التظاهرات الشعبية على مدار شهر كامل فاحذر النكول والتراجع أمام آلة القتل التي شهرها السيسي في وجهك ، واحرص على أن تجعل من أرضك وأبنائك مقبرة لدعاة العلمنة والتغريب، أولياء حكم العسكر وأنصاره ومؤيدوه كما كنت في تاريخك مقبرة للغزاة والمستعمرين فغزاة اليوم أبشع من غزاة الأمس وأفظع .
وواجه ذلك بقلب رجل واحد عقد عزمه على إحدى الحسنيين، إما الميتة الكريمة أو العيشة السعيدة في كنف الشريعة والشرعية .
إن جبهة العدالة والتنمية تعلن شجبها وإدانتها لمجازر السيسي وخارطة طريقه وتعتبره وأولياءه المسؤول الوحيد على مايقع بمصر من قتل وجرح وتخريب وفساد ، وتؤيد حق المطالبين بالشريعة والشرعية، وتتضامن معهم في إصرارهم على عودة الشرعية ، وتدعو الله تعالى لهم بالثبات والنصر ، وتدعو السلطة الجزائرية إلى دعم الشرعية والتنديد بالانقلاب وسياساته ، وإننا نفعل هذا وندعو إليه بقلوب مفعمة بحب مصر ، والاعتزاز بأخوتها ، والإعجاب بثورتها ، والرغبة في رؤية مصر تتقدم صفوف الأمة في الإصلاح الحقيقي القائم على الشريعة والشرعية.
رئيس جبهة العدالة والتنمية
البروفيسور الشيخ عبد الله جاب الله


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)