بيار رازو مسؤول دائرة شمال إفريقيا في حلف الناتو لـ”الفجر” “الناتو لن يغادر ليبيا ما دام القذافي طليقا”

“المجلس الانتقالي يواجه مأزقا كبيرا والناتو لا يثق في قادته” أكد بيار رازو، كبير الباحثين الاستشاريين بكلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي، والمسؤول عن دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن تطورات الأوضاع في ليبيا تتجه نحو مزيد من التأزم، وهو ما يضع حلف الناتو وقادة المجلس الانتقالي في مأزق كبير، مشيرا إلى أن الناتو لن يتجه نحو تعليق عملياته في ليبيا وسيقوم بتمديدها إلى أن يتم إلقاء القبض على الزعيم الليبي “الهارب” معمر القذافي، نظرا لما يشكله ذلك من أهمية في مسيرة إعادة الاستقرار في ليبيا.وأجاب بيار في سؤال هاتفي لـ”الفجر” عن موعد تعليق عمليات الناتو، بأن العمليات ستستمر ما دام القذافي طليقا ويتمتع بقدرة كبيرة في المراوغة والاختباء، وهو ما أضعف تقدم قوات المجلس العسكري الليبي في مهمة السيطرة على مدينة سرت وبني وليد التي لا تزال تشهد مقاومة شرسة حولت المشهد إلى حرب كر وفر. وأوضح الخبير بيار أن قادة الناتو لا يثقون في قدرة المجلس الانتقالي الليبي على السيطرة على الأمور خصوصا مع ارتفاع مؤشرات الانقسام والخلافات بين التيارات المختلفة تحديدا منها الليبرالية والإسلامية التي يمثلها الجناح العسكري للانتقالي الليبي بقيادة عبد الحكيم بلحاج وتدعمه قطر، كما أن المجلس الانتقالي الليبي لا يسيطر على الكتيبة الأكبر في ليبيا، وهو ما يضعف من قبضته على تسيير الأمور، وهذا تفسير طبيعي لتكرار تأجيل إعلان الحكومة الليبية الجديدة التي تواجه رفضا من قبل جناح بلحاج الذي لا يسعى إلى ترك زمام الأمور تسير في اتجاه سلطة محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي، وهو ما يجعل من مهمة إدماج القوات المسلحة تحت قيادة واحدة أمر شبه مستحيل، فضلا عن مهمة جمع الأسلحة من المواطنين العاديين والجماعات المتعددة الأجندات.وقال بيار في هذا السياق: “مصطفى عبد الجليل حاول طمأنة التيارات الإسلامية التي تشكل القوى الأبرز في المشهد الليبي بأن ليبيا ستكون دولة إسلامية، عندما أعلن أن الدستور الليبي يتضمن مادة الدين الإسلامي، لكن في حقيقة الأمر فليبيا منذ الأزل هي دولة إسلامية حتى في عهد القذافي، فعبد الجليل على حد وصف بيار لم يقدم شيئا للإسلاميين والتيارات الإسلامية تعي ذلك جيدا وتدرك أن ذلك الخطاب ليس أكثـر من خطاب سياسي تقليدي.علال محمد