تحولت منطقة بوعواجة بالضاحية الغربية لبلدية قجال بولاية سطيف، بين عشية وضحاها الى حي فوضوي بكل المقاييس، يقطنه حاليا أزيد من ثلاثة آلاف ساكن يعيشون ظروفا إجتماعية أقل ما يقال عنها أنها مزرية وكارثية.لم تمر سوى حوالي أربعة سنوات حتى تحولت هذه المنطقة التي كانت الى وقت قريب تصدر أصناف الحبوب والخضروات، الى حي فوضوي تنعدم به أدنى الشروط الضرورية للحياة، فضلا عن كونه أضحى موقعا لكثير من الآفات والأمراض الإجتماعية التي كثيرا ما يذهب ضحيتها الشباب البطال.
فمن عدد محدود من السكنات الطوبية مطلع سنة 2009، الى حي بكامله يحتضن ما يقارب الثلاثة آلاف ساكن قدم معظمهم من القرى والمداشر المجاورة التابعة أساسا لبلديات قجال وعين الحجر ومزلوق وعين ارنات، حيث إستقر بهم المقام في هذا الفضاء الذي تنعدم به مظاهر الحياة العصرية دون مبالاة المصير الذي ينتظر البراءة من الأطفال الذين كان من المفترض ان يترعرعوا في وسط نظيف وملائم بدل هذا الجحيم الذي لا يرهم.
مسؤولو بلدية قجال وأمام هذا الزحف المتواصل للإسمنت على المنطقة المصنفة ضمن المساحات الزراعية الخصبة بالمنطقة، رفعوا الراية البيضاء على خلفية محدودية إمكانات البلدية التي ليس في مقدورها بفعل اي شيء أمام حي فوضوي يحتضن آلاف السكان. مصدر مسؤول بالبلدية، كشف بأنه وفور تنصيب المجلس الجديد المنبثق عن المحليات الأخيرة، سارع الى إشعار المسؤول الأول عن الولاية عن هذا المشكل العويص الذي لم يكن حسبه في الحسبان لكونه طفا على السطح في الآونة الأخيرة فقط، مشيرا إلى أن ذات المسؤول قام مؤخرا بزيارة هذا الحي ووقف على معاناة سكانه في مختلف المجالات، واتخذ بالتالي جملة من الإجراءات والتدابير الفورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وحسب المصدر فإن أول إجراء إتخذه الوالي وأمر بتنفيذه في أقرب الآجال الممكنة يكمن في إقامة شبكة للصرف الصحي تزامنا مع حلول فصل الحرارة الى جانب تهيئة أزقة وممرات الحي التي هي عبارة عن مسالك ترابية يتطاير منها الغبار، وتتحول بالتالي الى برك من المياه بمجرد سقوط قطرات من الأمطار وذلك في انتظار القرارات الحاسمة التي سيتخذها المجلس التنفيذي الولائي في لقائه المقبل بشأن مصير هذا الحي الذي ولد «بشلاغمه».
ومما يشار اليه فان ظاهرة الأحياء الفوضوية والتصديرية قد طوقت في السنوات الأخيرة منافذ مدينة سطيف، حيث أحصت المصالح المعنية نحو أربعة أحياء كبرى من هذا القبيل على غرار حي «فرماتو» وشوف لكداد والحاسي وأخيرا حي بوعواجة، الذي ارتسمت ملامحه في الفترة الأخيرة وأصبح نشازا ووصمة عار في جبين عاصمة الهضاب العليا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هلال س
المصدر : www.essalamonline.com