الجزائر

بوركيكة بتيبازة...قرية "سيدي أمحمد بن عائشة" خارج أجندة المشاريع التنموية



بوركيكة بتيبازة...قرية
يعاني سكان قرية "سيدي أمحمد بن عائشة " الواقعة بأعالي بلدية بوركيكة بولاية تيبازة ، جملة من المتاعب خاصة هاجس الطرد الذي أضحى يهددهم في كل لحظة، سيما وأن اغلب العائلات القاطنة هناك فرت من ويلات سنوات الجمر وسكنت المرتفعات هروبا من بطش الإرهاب، مضيفين انه صار الأوان للعودة إلى الوطن الأم عوض تحمل المزيد من المتاعب .
ومن خلال الزيارة التي قامت بها "الجزائر الجديدة" إلى هناك، التقت بسكانها المقيمين بمرتفعات قرية الهواري أحمد المشهورة باسم " الساحل", أين طالبوا ببعض المرافق بغية العودة و الاستقرار في مقراتهم التي تخلبوا عنها نتيجة هجرتهم الجماعية و ذلك خلال سنة 1993 التي تميزت بتدني الأوضاع الأمنية على مستوى المنطقة التي كانوا يقبعون فيها ، كما صرح بعض من قاطني المنطقة الراغبين في العودة إلى مواطنهم الأصلية، أن ظروف الإقامة بقرية الساحل تعقدت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب تفاقم المشاكل اليومية المترتبة عن نقص كل المرافق الضرورية بداية بالماء الشروب الذي لم تستفد منه القرية إلا مؤخرا و الذي يعرف انقطاعات متكررة خلال الصيف، في حين لم يتم وضع أي حد للأزمة الضاربة بجذورها منذ تواجد السكان بالمنطقة وغياب قنوات الصرف عن جزء معتبر من سكنات القرية التي شيدت في معظمها ببيوت قصديرية تفتقر لكل المتطلبات ومنذ سنوات عديدة , منها ما يعود لسنوات ما بعد الاستقلال ، بسبب تواجد هذه السكنات فوق أرض تابعة لأحد المواطنين ادعى ملكيته للقطعة الأرضية وراح يتابع العائلات قضائيا بهدف طردها من الأماكن التي شيدت عليها مساكنها بحجة استيلائها على الأراضي بعد سنوات التصعيد الأمني في الوقت الذي تؤكد فيه العائلات إقامتها بالمكان منذ الفترة المصاحبة للسنوات الأولى من الاستقلال ، و الأكثر من هذا أن المعني منع السلطات المحلية من تزويد العائلات المعنية بالماء و قنوات الصرف و الكهرباء , حيث ظلت هذه الأخيرة تعاني الحرمان و الويلات لسنوات من الزمن , مصحوبة بتعقد ظروفها الاجتماعية و الخوف من الطرد ، قبل أن تتحرك السلطات الإدارية مؤخرا لتشرع في عملية تحقيق بشأن القضية التي بدأت تأخذ طريقها للانفراج .
و يربط سكان قرية سيدي أمحمد بن عائشة قرارهم مغادرة قرية الهوا ري أحمد , بصعوبة الحياة و ارتفاع معدلات البطالة التي تضاف إليها متاعب متعلقة بنقص النظافة و انتشار الحيوانات و الحشرات الضارة و غياب التهيئة ونقص التكفل الصحي و انتشار مظاهر " البدائية " في الكثير من جوانب حياة السكان ، و يقولون أن الزيارة الأخيرة التي قام بها والي الولاية لقرية الساحل دفعت في أنفسهم الأمل في أن تحضى قريتهم هي الأخرى بزيارة مماثلة ، لا سيما بعد تقديم ملف مشروع إعادة إعمارها إلى مسئول الهيئة التنفيذية بالولاية ، و يربط ممثلو العائلات تمسكهم بقريتهم نظرا للإمكانيات الفلاحية التي تتوفر عليها , بالإضافة إلى اشتهارها بالصناعة التقليدية و المناظر الطبيعية الخلابة التي من شأنها أن تجعل المنطقة رائدة في مجال التخييم لا سيما و أنها كانت كذلك فيما مضى .
و طالبت العائلات السلطات الولائية بالالتفاتة إلى قريتها بتوفير شروط العودة ، بعد أن تفاقمت ظروفها المعيشية بقرية "الساحل " التي لم يعد بالإمكان الإقامة بها أكثر , يضيف ممثلو العائلات الراغبة في العودة .
م.ن
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)