الجزائر

بورصة القفة الرمضانية ملف نصف العائلات تلجأ إلى الاستدانة و"الكريدي" في رمضان



بورصة القفة الرمضانية                                    ملف نصف العائلات تلجأ إلى الاستدانة و
500 دينار تكلفة قفة الأسر الفقيرة وأزيد من 5000 دينار يوميا للأغنياء
500 مليار سنتيم من مشتريات الجزائريين خلال رمضان مصيرها القمامة
تلجأ نصف العائلات الجزائرية إلى الاستدانة و"الكريدي" لتغطية نفقات الشهر الفضيل، حيث تتضاعف تكاليف الأكل والشرب ويزداد حجم استهلاك المواد الغذائية، كما يتجاوز مستوى الإنفاق لدى العائلات الغنيّة 5000 دينار يوميا لتوفير وجبات دسمة وغنية باللحوم والبروتينات والفيتامينات، في حين لا تكاد تصل تكلفة أسرة متوسّطة الدخل 500 دينار، أي 10 مرات أقل من العائلات الثرية.
جزائريون يكتفون بمواد أساسية وآخرون يتفنّنون في الإنفاق على الكماليات
500 دينار تكلفة قفة الأسر الفقيرة وأزيد من 5000 دينار يوميا للأغنياء
كشفت دراسة إحصائية قام بها الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين حول القدرة الشرائية للمواطنين وتكلفة المواد الغذائية، عن أن التفاوت الكبير بين فئات المجتمع كانت وراء بروز شريحة الأغنياء تقابلها طبقة الفقراء من ذوي الدخل الضعيف، بينما تتجه الطبقة المتوسطة نحو الاختفاء.
تؤكد الدراسة، حسب ما ذكره الناطق الرسمي باسم الاتحاد، الحاج الطاهر بولنوار، على التباين الكبير بين قفة المواد الغذائية اليومية بالنسبة للشرائح الاجتماعية متدنية الدخل، وأشار إلى أن العديد من المواد الغذائية تغيب عن الطاولة اليومية للعائلات الفقيرة التي أخذت تتسع خلال العشريتين الأخيرتين.
وأوضح المتحدث، على هذا الأساس، أن القفة الرمضانية للأسر الفقيرة تعتمد بالمقام الأول على المواد الغذائية مدعمة الأسعار من طرف الدولة، وأشار إلى الخبز، الحليب، الزيت، السكر والسميد بالإضافة إلى بعض المواد البقولية، وقال إن تكلفة القفة اليومية لعائلة من هذا النوع تتكون من 5 أفراد لا تتجاوز 500 دينار، من منطلق أنه أوضح أن الدراسة تشير إلى أن القيمة المادية للتكلفة الغذائية للشخص الواحد من هذه الطبقة لا تتجاوز 100 دينار يوميا.
وأضاف بولنوار أن الطبقة الفقيرة محرومة من العديد من المواد الأساسية الضرورية من الناحية الصحية للمستهلكين، كما هو الشأن بالنسبة للحوم البيضاء والحمراء، التمور، بعض الحلويات والمحليات المحتوية لمواد سكرية أساسية، بالإضافة إلى جميع أنواع الفواكه، وأرجع السبب بالدرجة الأولى إلى التهاب أسعار هذه السلع خاصة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، في حين أضاف أن البعض من هذه الأسر مقصية أيضا من استهلاك الخضر لاسيما في فترات معينة من السنة تتميز بارتفاع أسعارها إلى ما فوق القدرة الشرائية لهم، لتكتفي هذه الأخيرة ببعض المواد البقولية والنشويات في وجباتها الأساسية.
وعلّل المتحدث في هذا الشأن، بما عبر عنه بتراجع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري على الرغم من الاعتقاد السائد الذي توحي إليه الزيادات في الأجور التي اعتمدتها السلطات العمومية لصالح بعض شرائح الموظفين، وقال "رفع أجور الموظفين لا يعني زيادة قدرتهم الشرائية" وأضاف بأنها تراجعت بنسبة تقريبية تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمائة.
وأشار ممثل اتحاد التجار إلى أن الدراسة ذاتها تكشف عن أرقام مرتفعة تعكس التكلفة الكبيرة للقفة الرمضانية اليومية للعائلات الغنية، حيث تقدر بالنسبة للأسرة المتكونة من 5 أفراد بحوالي 5000 دينار، على اعتبار أن كل فرد يستهلك ما قيمته 1000 دينار في اليوم الواحد، وهو الرقم الذي يمثل عشر مرات ضعف العائلة الفقيرة، بمعنى أن قفة عائلة غنية واحدة بإمكانها إطعام عشرة اسر من ذوي الدخل الضعيف، وأوضح أن جميع المواد الغذائية المتداولة على مستوى السوق متوفرة في قفة الأسر الميسورة، انطلاقا من المواد الأساسية المدعمة والمسعرة بنصوص قانونية على غرار الخبز، الحليب، الزيت والسكر، وصولا إلى الكماليات والمحليات كبعض أنواع الفواكه والحلويات، مرورا بمواد غدائية أساسية أخرى كاللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء والسمك، الخضر والمواد البقولية، وهو ما قد يفسر فشل حملة مقاطعة اللحوم التي باشرتها الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين قبل دخول رمضان من أجل المساهمة في تخفيض أسعارها في السوق. ووفقا للمعطيات المقدمة، فإن حجم التبذير في استهلاك المواد الغذائية يقدر ب 12 دينارا للعائلات المتوسطة، ويرتفع بالنسبة لأسر الطبقات الغنية ليصل إلى نسب مضاعفة بعدة مرات، وعليه فإن كميات كبيرة من المواد الغذائية تلقى في النفايات، جراء هذه الممارسات التي تستدعي إعادة النظر فيها من خلال ترشيد الاستهلاك.
وأشار الحاج الطاهر بولنوار، موازاة مع ذلك، إلى الطبقة المتوسطة التي أخذت في التضاؤل إثر اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وذكر أن العائلة التي تتميز بقدرة شرائية متوسطها في مجملها يمكن لها الاستجابة لتغطية المتطلبات اليومية دون الحاجة إلى الاستدانة أو الاقتراض، وأشار إلى أن متوسط التكلفة اليومية لقفة رمضان بالنسبة لعائلة متكونة من 5 أفراد تقدر بحوالي 1200 دينار، من منطلق أن كل فرد يستهلك 250 دينارا، وأشار إلى أن مكونات هذه القفة تفتقر أيضا إلى بعض المواد الضرورية مثل اللحوم بسبب غلاء أسعارها والتي تعوض بمواد غذائية أخرى.
سعيد بشار

80 بالمائة من المبذّرين ذوي الدخل المرتفع ورجال المال والأعمال وأصحاب المناصب العليا
500 مليار سنتيم من مشتريات الجزائريين خلال رمضان مصيرها القمامة
أوضحت دراسة أعدّها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أن العائلات ترمي نصف مقتنياتها في المزابل خلال رمضان، وهو ما يعادل 500 مليار سنتيم، مشيرة إلى أن 80 بالمائة من المبذّرين هم من ذوي الدخل المرتفع ورجال المال والأعمال والوزراء وأصحاب المناصب، في حين أن 20 بالمائة منهم من متوسّطي الدخل.
وأكّدت الدراسة أن الجزائريين ينفقون ليشتروا دون استهلاك قيمة "القفة"، في حين أن نصف هذه الأخيرة يكون مصيرها الإهمال، وهو ما يعتبر تبذيرا وانتهاكا لحرمة رمضان.
وطبقا للدراسة، فإن ما تحتويه المزابل خلال الشهر الفضيل وما يتم إلقاؤه فيها يعادل 500 مليار سنتيم، وهو مبلغ مرتفع جدا، يعتبر كافيا في حال تخزينه لتغطية احتياجات الأسرة الجزائرية طيلة شهرين إضافيين، في حين أن 10 بالمائة من العائلات الجزائرية والتي تمثل فئة الأغنياء وأصحاب الدخل المرتفع والمسؤولين وراء تبذير ما يعادل 80 بالمائة من المواد الغذائية الموجّهة للمزابل طيلة الشهر الفضيل وهذا بفعل إفراطها في اقتناء المواد الغذائية واللحوم دون استهلاكها، حيث أفضت الدراسة التي أشرفت عليها "ليجيسيا" عن تبذير طيلة شهر رمضان مما يعادل 50 مليون خبزة، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة دق ناقوس الخطر وإلزام المواطنين بضبط أعصابهم خلال عملية الشراء، لاسيما وأنه كلما ارتفعت نسبة الطلب شهدت الأسعار هي الأخرى التهابا غير مسبوق. وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي قام بها الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أفضت إلى أن نسبة استهلاك المواد الغذائية خلال شهر رمضان ترتفع بنسبة 20 بالمائة مقارنة مع الأيام العادية، في حين أن نصف "قفة" الجزائريين توجّه إلى المزبلة بفعل التبذير في وقت تتجاوز فيه تكلفة القفة خلال الشهر الفضيل 10 آلاف مليار سنتيم، مع العلم أن المواطنين يستهلكون مليارا و200 ألف خبزة بقيمة 110 مليار دينار، 70 ألف طن من اللحوم بما ثمنه 65 مليار دينار، 500 ألف بيضة بما يعادل 4.5 ملايير دينار، 50 مليون كيلوغرام من التمور بما قيمته 25 مليار دينار و120 مليون لتر من الحليب بتكلفة تعادل 3 ملايير دينار خلال الشهر الفضيل.
راضية ت.

من 3 أشهر إلى 11 شهرا لتسديد فواتير "الرهن" و"السلفة" ومستحقات "الكريدي"
نصف الجزائريين يلجأون إلى الاقتراض لتغطية نفقات رمضان
كشف الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، أن نصف العائلات الجزائرية تلجأ إلى الاقتراض لسد نفقات الشهر الفضيل التي قال إنها تتضاعف 3 مرات مقارنة مع الأشهر العادية، في حين تمضي هذه العائلات ما بين 3 أشهر و11 شهرا في العمل المتواصل لتسديد هذه الديون، في حين قال إن 50 بالمائة من القفة يكون مصيرها الإهمال، مشيرا إلى أن 80 بالمائة من الجزائريين يتحوّلون إلى مسرفين في رمضان.
وأوضح مسدور في اتصال ب"الفجر" أن هذه القروض تأخذ أشكالا مختلفة على غرار الاستلاف من عند الأصدقاء والزملاء ومن إدارة العمل وكذا الاقتراض من البنوك وطلب سلفيات في العمل أو تسبيق الأجر، للتمكن من تغطية النفقات المتزايدة، في حين يلجأ العديد منهم إلى رهن ممتلكاتهم لدى البنوك، إذ تفضل نسبة كبيرة منهم العيش ب"الكريدي" طيلة الشهر الفضيل.
أضاف المتحدّث أن هذه القروض تؤثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري طيلة أيّام السنة، حيث يتحول العامل إلى مجرد آلة هدفها الوحيد تسديد الديون والنفقات وهو ما يساهم عادة في رفع مستويات التضخم، في حين قال إن زيادات الأجور التي أقرتها الحكومة خلال لقاء الثلاثية الأخير ودخلت حيز التنفيذ بداية من شهر جانفي 2012 تآكلت كلها مع ارتفاع الأسعار واللهيب الذي تشهده المواد الاستهلاكية والأساسية في السوق الوطنية.
وأضاف الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، أن نسبة صغيرة فقط من الجزائريين هم الذين ينتهجون سياسة التخطيط خلال الشهر الفضيل عبر الادخار مسبقا لعدم تسجيل أي عجز طيلة أيام رمضان، في الوقت الذي تلجأ فيه نسبة كبيرة من هذه العائلات إلى فك مدّخراتها للتمكن من تغطية النفقات المتضاعفة، مشيرا إلى أن هذه الفئة فقط هي التي تسلم من المشاكل والعجز خلال رمضان.
وندّد مسدور بسياسية الإسراف والتبذير التي ينتهجها الشعب الجزائري خلال رمضان، حيث يتحول 80 بالمائة من المواطنين إلى مسرفين كما تتضاعف عمليات الشراء وسحب الأموال لاقتناء الغذاء 3 مرات مقارنة مع الأيام العادية، وهو ما يجعل المواطن في أزمة ما بعد رمضان من خلال إلزامية تدبير مصاريف العيد وكذا الدخول الاجتماعي والمدرسي اللذين يليان شهر رمضان.
وأوضح مسدور أن 500 مليار سنتيم يرميها الجزائريون سنويا في القمامة على شكل شرائح خبز، ناهيك عن بقية المواد التي تلقى نفس المصير، مشيرا إلى أن المزابل تتضمن وجبات كاملة وكافية لتغذية عائلات بأكملها وأن معظم الجزائريين مبذّرين، كما يعانون بالرغم من الحجم العالي للإنفاق على المواد الغذائية من مشكل سوء التغذية بسبب عدم انتظام وجباتهم وعدم تضمنها كمية كافية من الفيتامينات والمواد الأساسية، في حين يواجه عدد كبير منهم مشكل التخمة في رمضان وهو ما يقودهم إلى المستشفيات ويجعلهم يواجهون تعقيدات صحية خطيرة.
إيمان كيموش

تباين في مكوّنات "قفة رمضان" حسب الخبير فارس مسدور
أوضح الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، أن مكوّنات قفة رمضان تختلف من عائلة لأخرى حسب مستوى دخل كل عائلة، مشيرا إلى أن تعايشه مع عينة من العائلات من ذوي الدخل المنعدم وأخرى من ذوي الدخل المتوسط وعائلة من ذوي الدخل المرتفع أفضت إلى النتائج التالية:

ذوو الدخل المرتفع
ذوو الدخل المتوسّط
عديمو الدخل

لحوم حمراء بمختلف أصنافها
أسماك
دجاج ومشتقاته
ألبان ومشتقاتها
حساء غني بالخضر واللحوم
الفاكهة بمختلف أنواعها
حلويّات فاخرة
عصائر ومشروبات فاخرة
مكسّرات
خبز ذو جودة عالية.. إلخ
مياه معدنية
التمور
البقوليات
لحوم مجمّدة
دجاج أحيانا
بيض
عصائر ذات نوعية متوسّطة
خبز
حساء
خضر وفواكه
حلويات
ألبان..إلخ
الحبوب
خبز
حساء دون لحم
معجّنات


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)