الجزائر

بوح التصدعات



- تحقيق في عمل لجان الخبرة السابقة المتعلقة بالتصنيف و تحديد درجة الخطورةطالما كانت جريدة "الجمهورية" سباقة في نقل معاناة سكان البنايات القديمة الآيلة للسقوط بمختلف مواقع أحياء بلدية وهران استجابة لصرخات العائلات المتضررة من وضعية الشقق المتصدعة جدرانها و أسقفها، و منها من شهدت عدة انهيارات جزئية على مدار 5 سنوات الأخيرة اكتفى فيها تدخل السلطات بالانتقال إلى عين المكان و الاطلاع على تقارير الحماية المدنية و تقديم وعود بالترحيل إلى شقق آمنة دون أن يتحقق ذلك.
و طوال كل تلك السنوات لم تسمع نداءات العائلات التي يفترض أن بناياتها صنفت قبل 4 سنوات بناء على تقارير لجان مكونة من تقنيين و مهندسين و مصالح المراقبة التقنية إضافة إلى لجان المندوبيات البلدية قامت بمعاينة وضعية البنايات و على أساس نتائج المعاينة تم التصنيف حسب درجة الخطورة في الخانات الخضراء و البرتقالية فالحمراء هذه التي رحل 70 بالمائة من سكانها في حين بقي الموت و خطر الانهيار يلاحق عائلات تجاوزتها عمليات الترحيل لسبب أو آخر و في هذه النقطة يحكي السكان الكثير من الوقائع نتطرق إليها في موضوع مفصل لاحقا.
و شهدت مدينة وهران حالة من الرعب و الذعر اثر كارثة انهيارات متتالية لأسقف 3 بنايات في ظرف اقل من 24 ساعة
أولها كان سقوط سقف مستودع ببناية قديمة بشارع بن دكة صادق بمندوبية المقراني صبيحة الأربعاء 2 أكتوبر الجارى و سقط في ليلة نفس اليوم سقف احد طوابق بناية أخرى هشة بالقرب من ساحة قرقينطا وسط المدينة بمندوبية الأمير التي عرفت أيضا انهيار سقف بناية أخرى بالقرب من نهج معطى الحبيب بجانب فندق السفراء، هذه الانهيارات خلفت بين ليلة وضحاها موتى بحادثة شارع بن دكة صادق و جرحى و أطفال أيتام و عائلات مشردة بالانهيارين الأخيرين
و يطرح المواطنون في هذا الشأن الكثير من التساؤلات حول عمليات الإحصاء التي شملت كامل البنايات القديمة بوهران في إطار مشروع إعادة الإسكان و القضاء على البنايات الهشة و قبلها مشروع ترميم صرف له الملايير مقابل تجديد المعمار التاريخي بوسط المدينة، في خضم كل ذلك يتساءل السكان من المسؤول عما حدث؟، العائلات المتضررة تؤكد مرور لجنة الإحصاء و تصنيف البناية في الخانة الحمراء إلا أن الترحيل تأخر كثيرا، و يقول مسؤولو بلدية وهران أن البنايات في سنة 2016 لم تكن في الحال الذي آلت إليه اليوم و منها من صنفت في الخانة البرتقالية كونها قابلة للترميم و لم يكن سكانها مبرمجين للترحيل رغم ما شهدته من انهيارات جزئية كانت إنذارا لما بعدها...
و رغم تصنيف أكثر من 70 بالمائة من بنايات أحياء 8 مندوبيات ببلدية وهران في الخانة الحمراء في إحصاء 2016 في إطار مخطط القضاء على السكن الهش زادت بنايات أخرى اهتراء في الأربع سنوات الأخيرة اذ لم يكن في مقدور سكانها سوى مناشدة الوالي و رفع الشعارات و تعليق لافتات تشير إلى الخطر بعد تسجيل عدة انهيارات جزئية و لكن لا حياة لمن تنادي لتتهاوى اليوم بنايات هشة لا استفادت من الترميم و لا رُحّل سكانها
و موازاة مع أحداث الانهيارات المتتالية التي أثارت هلعا كبيرا وسط سكان العمارات الهشة ببلدية وهران أمر والي الولاية السيد عبد القادر جلاوي بتشكيل لجان باشرت مهمتها في التحقق من تقارير و ملاحظات معاينة لجان الخبرة المنجزة سابقا و المتعلقة بالتصنيف و تحديد درجة الخطورة، مع الوقوف على البنايات التي لم يتم تصنيفها من قبل رغم هشاشتها و التكفل بالعائلات المتضررة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)