فكّر بوتفليقة طويلا، كيف يكرّم صديقه بومدين الذي عاد بعد وقت طويل من عالم الآخرة، وقال في نفسه ''يا ترى'' لماذا لا أفتح المجال من جديد لبومدين ليعيش مغامرة الحكم من جديد؟!'' لكن ووجه بوتفليقة بمعارضة شديدة من طرف قادة الجيش الذين خشوا أن يتعرضوا لضغط خارجي بحجة أنها مناورة من مناوراتهم القديمة حتى يحافظوا
على النظام، واستمرار وجودهم في الحكم، وعندئذ انعقد اجتماع هام في زرالدة بين بوتفليقة والوزير الأول أويحيى، والأمين العام للأفالان بلخادم وعدد من القادة العسكريين والأمنيين، وذلك بحضور بومدين الذي ظل صامتا طيلة الوقت·· وأعلن بوتفليقة أمام المجتمعين، أنه قرر هذه المرة وبشكل نهائي ألا يتقدم إلى عهدة جديدة، وهذا لوعد أخذه بينه وبين نفسه· وقال أيضا، ''أعرف أنني لست مكروها من طرف الشعب، والبسطاء بل هم يقولون إنهم يحبونني في حين أن من هم حولي هم السراق والمنبوذين، لكن مع ذلك، فأنا لن أتقدم إلى الرئاسيات، لأنني بالإضافة إلى كل هذا، تعبت وفي حاجة إلى الراحة· ثم إن هذا الشعب أصبح لا يثق في كل الأحياء، وعلى هذا الأساس، فأنا أقترح هذه المرة أن يحكم الجزائريين شبح أخينا بومدين الذي عاد من بعيد، وستقولون لي، إن الجيل الجديد لا يعرفه·· لكن ذلك لن يقف حجر عثرة أمام عودته، ألم يتحمّس هذا الجيل الذي لم يكن يعرف بوضياف لبوضياف بعد وقت قصير؟! ألم يصبح هذا الجيل من أنصاري بعد كل الغياب الطويل بيني وبين الشعب الجزائري؟! ران صمت كبير·· وعندها طلب القادة الأمنيون فترة قصيرة للتفكير ولإعداد خطة تعمل على تسويق صورة بومدين من جديد·· كما طالب المجتمعون القيام باستشارة القوى العظمى مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن هاتين القوتين لم يكونا يشعران بالاطمئنان لبومدين·· طالبوا في نهاية الإجتماع من بومدين ليدلو بدلوه، لكن هذا الأخير ظل غارقا في صمته وسكونه··
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/05/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : إيمان هاجر
المصدر : algerie news 05 mai 2012