بوتفليقة: "القضاء سيكون الحارس المحايد للانتخابات"

أطلق رئيس الجمهورية تطمينات بشأن نزاهة وشفافية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 10 ماي المقبل، متعهدا أن تكون السلطة القضائية لأول مرة الحارس المحايد للانتخابات التي وصفها بالمصيرية في تاريخ البلاد.وقال بوتفليقة في رسالة وجهها بمناسبة مرور 50 عاماً على عيد النصر (19 مارس 1962) "إن السلطة القضائية ستكون في الأيام القادمة أمام مسؤولية وطنية جديرة بالتوقف عندها، ذلك أنها ولأول مرة ستكون الحارس المحايد على الانتخابات التشريعية القادمة". وأوضح أن الاستحقاق المقبل "اختير للإشراف عليه قضاة أكفاء يمثل المحك الكبير الذي يعول عليه في نهج الإصلاحات".
واعتبر بوتفليقة الانتخابات البرلمانية المقبلة "أول محطات الرحال" في مسيرة الإصلاح الشاملة، قائلا "إن الإصلاح الذي نرنو إليه والذي سيكون القضاء العين الحارسة على مدى نزاهته وشفافيته هو إصلاح وطني ومرحلة طبيعية في بناء الأمة بعدما تحققت القواعد المادية الأساسية وتحسن المستوى المعيشي للمواطنين".
كما شدّد رئيس الجمهورية على أن "الجزائر ستخوض غمار الإصلاح بإرادتها الذاتية ومراعاة للمصلحة الوطنية، وهو مسار متدرج وبناء لا يدير ظهره للمستجدات الجارية هنا وهناك".
وجدّد دعوته للمشاركة بقوة بالانتخابات قائلا "إنني لآمل أن تكون الانتخابات القادمة البرهان العملي لتعبير أبناء الوطن بكثافة وحماس عن اختيارهم وقول كلمتهم بنفس الزخم وبذات الروح التي دفعتهم ذات يوم من 1962 إلى الاستفتاء على تقرير المصير".
وتوقع بوتفليقة أن تحقق الإنتخابات المقبلة التغيير الذي يطمح إليه الجزائريون، وقال "إني على يقين من أن الانتخابات التشريعية القادمة التي ستجري في إطار معطيات جديدة من حيث الضمانات الملزمة، أو الوسائل القانونية المعززة أو غيرها من المقتضيات، ستشكل انتقالا نوعيا أكيدا يتجاوب مع إرادة التغيير السائدة في الأذهان وعزمنا على التخلص من بعض الرواسب السلبية التي أثرت على المرافق العامة وعلى صورة مؤسسات الدولة ومستويات أدائها".
وخص الرئيس النساء بدعوتهن للمشاركة في الانتخابات "لتثبت المرأة التي كانت في واجهة الاحداث ايام النصر واثناء الكفاح من اجل النصر جدارتها وموقعها في هذه الانتخابات منتخبة ونائبا".
واعترف بوتفليقة بوجود اخطاء خلال 50 سنة من الاستقلال، وقال "اذا كنا لا ننكر ما اعترى مسيرة البناء من أخطاء وهفوات فإننا بالقدر ذاته لا يمكننا نكران تلك الانجازات التي كانت خير رد على الرهانات المنذرة بالفشل وحسابات الحاسبين". وأضاف "من واجبنا ان نثمن كل تلك الجهود التي بذلت على مدار الخمسين سنة".
وتأتي تطمينات رئيس الجمهورية بعد مطالب رفعتها العديد من التيارات السياسية، الداعية إلى تدخل رئيس من خلال إدراجه إجراءات وضمانات جديدة، لتجرى الانتخابات المقبلة في ظل أجواء نزيهة وشفافة.