الجزائر - Zianides (Abdelwadides)

بنى زيان الشرفاء الأدارسة



الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد حكمت في المغرب الأوسط (الجزائر) بين 1235 و1554 م. وعاصمتهم تلمسان

أصل بني عبد الواد

ينتسب بنو زيان الى القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة (788م ـ974 م)، كان حاكما على مدينة تلمسان؛ ولما جاءت الضربة القاضية على يد الفاطميون، ولما تغلب الفاطميون، لجؤا واندمجوا في بني عبد الواد وكتبوا بينهم عقد العهد و الميثاق حتى يظن من هو جاهل بالأنساب أنهم أصل واحد (هذا كما حدث مع ادريس وابنه وبنيه اندمجوا كلهم في البربر)٠

بني عبد الواد هم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة احدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية؛ ولما قام عقبة بن نافع الفهري 62هـ/ 682م بحركته في بلاد المغرب فاتحًا، ساندوه وشكلوا فرقة من جيشه تابعت معه فتوحاته غربًا. قال يحيى بن خلدون، أرسل عقبة إلى بني عبد الواد فسارعوا إليه بالف فارس أنجاد نصره الله تعالى بهم ودعا لهم فمازالوا يعرفون بركاته حتى الآن. كان بنوعبد الواد من أمراء هذي القبائل الرحل و كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون منطقة الزاب إقليم قسنطينة؛ وأصل تسميتهم عائد إلى جدّهم عابد الوادي، وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر، وكانوا عدّة بطون هي: بنو ياتكتن، بنو وللو، بنو تومرت، بنو ورسطف وبنو مصوجة، ويضاف إليهم بنو القاسم الذين يعدّون في الزناتية الجدد والذين ينتسب إليهم بنو زيان
ولما حلّ عرب بني هلال بالمغرب انزاح بنو عبد الواد أمامهم من الزّاب واستقروا في منطقة جنوب وهران
و في 23 أكتوبر1086، بني عبد الواد حضروا مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة . فلما ضعف أمر المرابطين استولى الخليفة الموحدي عبد المؤمن على تلمسان سنة 540هـ/1145م، فدخل بنو عبد الواد في الطاعته واصبح بنو زيان ولاة من قبل الموحدين؛ أقطعهم الموحدون عامّة بلاد بني يلومي وبني وامانو، و قويت عصبيتهم وسيطروا على القبائل المجاورة لهم. وكان رؤساؤهم يتقاضون من الموحدين جعلاً لقاء معاونتهم إياهم في حماية هذه النواحي من أعداء الموحدين، ثم عهد إليهم خلفاء الموحدين في أخريات أيامهم بعمالة تلمسان فاستقروا فيها وفيما حولها وحصنوها وأصبحت إقطاعاً ثابتاً لهم
دولة الموحدين التي كانت أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامي حيث امتدت سلطتها أيام عزها من المحيط الأطلسي إلى حدود مصرشرقا ومن البحر المتوسط وبلاد الأندلس شمالا إلى الصحراء جنوبا؛ وعندما ضعف أمرها... في يوم الأحد 4 أكتوبر1230م/ 24 ذي القعدة 627هـ، دادا يغمراسن بن زيان انفصل بالمغرب الاوسط واعلن استقلاله وآمر بني عبد الواد بمبايعة كبيرهم جابر بن يوسف.. ودخل جابر بن يوسف وإخوته مدينة تلمسان ولكن أعاد الدّعوة للمأمون الموحدي، فضبط أمورها، وقام بحركة لضمّ بطون بني عبد الواد إلى سلطته، ولما أراد إخضاع مدينة ندرومة وحاصرها أصابه سهم أودى بحياته آواخر سنة 629 ھ/1231م٠
بعد وفـاة جـابر بن يـوسف، خلـفه ابنه الحـسن الّذي تولـى لمدّة سـتّة أشـهر، ثمّ تخـلى عن الحكم لعمه عثمان بـن يوسـف مطلع سنة 630 ھ/1232م، وخـلفه أبو عـزة زيـدان بن زيـان، وكان قـويّا وشجـاعًا، وأطـاعته جمـيع البطون والـقبائل وامتـنع عن مبايعـته بنو مطـهر وبنو راشد، فحاربهم وقتل في إحدى المعـارك سنة 633 ھ/1235م، فخلفه يغمراسن بن زيان الذي يعتبر المؤسّس الحقيـقي للـدولة الزيانية٠
استرجع ملك اجداده الادارسة وأسس الدولة القوية، دولة الجزائر حاليا؛ وجعل مدينة تلمسان عاصمة الدولة من 1230م الى 1554م. كان شعار الدولة الزيانية "العز القائم لله المُلك الدائم لله". وفي عهدهم أصبحت تلمسان حاضرة من أعظم حواضر العلم في العالم الإسلامي٠

قال التنسي لا خلاف في شرف بني زيان وإنما الخلاف فيمن كنا سلوا منه فقال بعضهم أنهم من ذرية محمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية أحمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن محمد بن عبد الله بن ادريس وهذا هو الصحيح ومنهم من قال أنهم من ذرية عبد الله بن ادريس وهذا صحيح أيضا؛ ومنهم من قال، وكلهم من ابناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيّان بن زين العابدين، الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء و الصالحين. وسئل يغمراسن بن زيان ـ بالشرف وإثبات نسبه إليه، فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه؛ وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه.. وقد فنّد عبد الرّحمن بن خلدون قضية النّسب الشّريف للزيانيين خلافا عن شقيقه يحيى بن خلدون. نسب بني زيان إلى زناتة مصدرها عبد الرحمن بن خلدون..؛ ونسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن. إذن، فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين: تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس.. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون

فان الشيخ ابراهيم التازي لما بعث له السلطان المتوكل بن ابي زيان يشاوره في امر، قال لرسوله، ابو عبد الله بن عيسى بن عبد السلام: "والله اني لاحب هذا الملك واوثره لكونه جمع خصالا من الخير والدالة على كمال العقل ومناقب من السؤدد لم تتوفر في غيره وكفاه فضلا وسؤددا انتسابه للجناب العلي اهل البيت الرسالة ومقر السيادة. وذكر ابن صعد: " قال لي ابو عبد الله، فلما سمعت هذا من سيدي ابراهيم ابتهجت به سرورا واستردته تثبتا، فقال لي لما قفلت من بلاد الشرق ونزلت تونس قصدت شيخنا الامام سيدي عبد الله العبدوسي وذكرت له ما عزمت عليه من التوجه لتلمسان فقال لي سيدي عبد الله ان ملوكها من الشرفاء الحسينيين.. انتهى". ويقصد الحسنيين ربما هو تصحيف من الناسخ او خلط من المحقق؛ الدكتور يحيى بوعزيز رحمه الله٠

في كثير من المقالات: أن من بني زيان أولاد بوزيان في طولقة بالجزائر، و كثيرا منهم في فاس يحملوا اسم بوزياني؛ هجروا تلمسان بعد سقوط مملكتهم على يد العثمانيين؛ وقد هاجر تلمسان علماؤها وكبار رجالاتها إلى فاس عقب الفتنة مع الأتراك. و بعد وفاة ملك تلمسان المولى ابي زيان أحمد، انضم اولاد ابوزيان الى محمد الشيخ سلطان الدولة السعدية (1540 ـ 1557) بالمغرب لمحاربة العثمانيين الاتراك. كان بنو زيان حكاما على مدينة فاس وقادة ووزراء، في عهد مولاي إسماعيل (1645 ـ 1727)؛ الأسرة الزيانية الحاكمة بفاس معروفة بأسم الروسيين نسبة الى القائد الوزير عبد الله الروسي بن الوزير الحاج حمدون بن أحمد بن أبي زيان محمد بن محمد بن أبي سعيد عثمان بن أبي تاشفين عبد الرحمن بن أبي حمو موسى الأول. كانت الدولة العلوية في أزهى أيامها؛ امتدت إمبراطوريتها من ما هو الآن الجزائر حتى موريتانيا، في عام 1682م٠ المكانة والخدمات التي كانت لبني زيان في عهد الدولة العلوية في عهدي مولاي إسماعيل وعبد الله، مبنية على الظهائر المولوية العالية السنية، والوثائق السلطانية المختومة بخواتم ملوك الدولة العلوية الشريفة، لتقديرهم لأهل العلم والأشراف، ومبنية أيضا على الوثائق العدلية التاريخية، والإعلامات عقبها وبعدها الإستقلالات من عدول مبرزين وقضاة أجلاء ونقيب الشرفاء الأدارسة. كما أثبت كذلك امثال ابراهيم التازي والشريف التلمساني وعبد الله العبدوسي التونسي عن شرف و مكانة بني زيان، وأثبتت النصوص الأخرى في كتاب نشر المثاني، والمنزع اللطيف، والبستان الظريف، وكتاب تاريخ الضعيف، ومؤلفي الجوهر المرصع القدوسي في شرف أبناء الروسي وغيرهم. انظر كتاب لمحات تاريخية من الذاكرة الجماعية للفقيه العلامة عضو رابطة علماء المغرب سيدي الأمين الروسي الحسني.


:الباحث بوزياني الدراجي

نسب بني زيان إلى زناتة مصدرها عبد الرحمن بن خلدون.. وهذا صحيح؛ وفي المقابل؛ فإن فكرة انتماء بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك. إذن؛ فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين: تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس.. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون.. وكما تعلم؛ فعبد الرحمن كتب كتابه بحرية ودون ضغوط أو خوف أو ملامة.. بينما كتب أخوه يحيى كتابه وهو كاتب سر السلطان أبي حمو موسى الثاني.. وكذلك الحال بالنسبة لصاحب كتاب زهر البستان، وأيضا التنسي الذي كان كاتبا في بلاط السلطان الزياني محمد المتوكل.
المهم؛ أن رأي عبد الرحمن بن خلدون تغلب في النهاية؛ حيث تبناه معظم المؤرخين؛ أولا: لأنه يتمتع بسمعة واسعة تميزه عن أخيه علميا وفكريا ومنهجيا.. وثانيا: لأن يحيى بن خلدون كتب كتابه في ظل الدولة الزيانية في عهد أبي حمو موسى الثاني؛ الذي يحلو له التنويه بنسبه النبوي؛ لأن هذا النسب يساعده في كسب ولاء الناس، وميلهم إليه. وثالثا: أن تقليعة الادعاء بالنسب النبوي انتشرت بشكل كبير في تلك الأيام بين الملوك والأمراء المتحكمين في بلاد المغرب؛ مثل: المرينيين، والحفصيين، وغيرهم كثير
وما ذكرته عن يغمراسن؛ صحيح.. وقد سرد الخبر عبد الرحمن بن خلدون في سياق البرهنة على أن الرئاسة تنحصر ضمن أهل العصبية؛ ومن له عصبية قوية لا يحتاج إلى الانتساب إلى إدريس أو إلى هاشم.. وعليه فقد ذكر أن يغمراسن مؤسس الدولة الزيانية عندما تملقوا إليه بالنسب الهاشمي ((أنكره؛ وقال بلغت الزناتية. ما معناه: أما الدنيا والملك فنلناهما بسيوفنا؛ لا بهذا النسب؛ وأما نفعه في الآخرة فمردود إلى الله)). (مقدمة ابن خلدون). وعلى هذا فقد تجنب المتملقون التقرب إليه بذلك
كان موقف يغمراسن هذا؛ أثناء عنفوان العصبية الزيانية؛ ولما ضعفت هذه العصبية؛ احتاج ملوك الدولة ـ فيما بعد ـ إلى نشر خبر انتسابهم إلى الأدارسة؛ لتعزيز عصبيتهم بالعامل الديني.. لذلك رأينا كيف انبرى يحيى بن خلدون في كتابه بغية الرواد، وصاحب كتاب زهر البستان المجهول الهوية، ومحمد بن عبد الله التنسي في نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان، وأحمد بن محمد العشماوي في كتاب السلسلة الوافية والياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب؛ حيث انبروا كلهم إلى ترسيخ فكرة انتساب الزيانيين إلى القاسم، وبني القاسم (آيت القاسم). وحتى القاسم هذا؛ فقد اختلفوا في اسم والده الحقيقي؛ فقالوا ـ مرة ـ القاسم بن إدريس، ومرة القاسم بن محمد بن إدريس. وكل ما في الأمر أن هذا الأخير لجأ ـ بعد سقوط الدولة الإدرسية ـ إلى مضارب بني عبد الواد.. ويقال أنه بقي عندهم وتزوج منهم؛ وأنجب نسلا بينهم.. والله أعلم بحقيقة الأمر
وخلاصة القول؛ أن علماء الإسلام يحرمون الإدعاء إلى النسب النبوي بدون دليل قاطع؛ مستندين في ذلك إلى أحاديث نبوية؛ منها
ـ جاء عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوّأ مقعده من النار (صحيح البخاري
ـ وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام" (صحيح البخاري




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)