اللغة عبارة عن المادة الخام التي يبنى منها المبدع عمله الفني سواء أكان شاعرًا أم ناثرًا، إلى آخر تلك الفنون التي تتخذ مادتها من الكلمات، وتقوم أساسًا على قواعد اللغة نحوًا، وصرفًا، ودلالة، وعروضًا. وقد اهتم تراثنا النقدي بقضية اللغة في الشعر اهتماما بالغا، وبكونها العمود الفقري الذي يميز الخطاب الشعري عن الخطاب النثري، ويشير ابن سلام إلى هذا الملمح مبينًا الفارق البين بين لغة الشعر ولغة النثر، قائلا:" وليس بشعر، إنما كلام مؤلف معقود بقواف" ( ).
ويمثل الرصيد النقدي القديم منارة لنقادنا المحدثين الذين تحدثوا عن بناء لغة الشعر، ومغايرتها للغة النثر.
وإذا كان الناثر يستخدم اللغة كما يستخدمها الشاعر" فإن ثمة فروقًا جوهرية بين استخدام الشاعر للغة، واستخدام الناثر لها، أو بين" لغة الشعر ولغة النثر" للشعر لغة خاصة داخل اللغة ينذر الشاعر نفسه ويفنيها في سبيل تحديدها وإبداعها"( ). ويؤكد هذا الرأي الطاهر مكي:" ذلك أن للشعر لغته على الدوام، موحية ومتوترة وقادرة على الإثارة، ولا تنبثق عن مشكلات الحياة اليومية، وإنما تصدر عن وجدان عميق، والتعبير عن الوجدان يستلزم ألفاظًا ذات دلالات نفسية وشعورية خاصة قادرة على تصوير إحساس الشاعر، وعلى التأثير في نفس القارئ أوالسامع، لتحدث عنده إحساسًا مماثلا، وتنتقل إليه تجربة الشاعر كاملة"( ).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عبـد الله عبـد الله
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 7, Numéro 1, Pages 85-110 2011-04-01