الجزائر - Medersa Yacoubiya, Tlemcen


قام بتأسيسها السلطان أبو حمو موسى الثاني تخليدا لوالده أبي يعقوب الذي أدركته الوفاة سنة 763هـ/1362م. وكان أبو حمو الثاني، قد أمر بدفن أبيه برياض يقع بالقرب من باب إيلان، ونقل رفات عميه، أبا سعيد وأبا ثابت من مدفنهما القديم بالعباد، إلى جوار ضريح والده 1، ثم شرع في بناء مدرسة بازاء أضرحتهم. وأوكل للعالم الشيخ الشريف الحسني أبي عبد الله (تـ 771هـ/1370م) بالتدريس فيها، وهي المدرسة التي أشاد المؤرخون برونقها وجمالها وحسن عمارتها.
وقد استغرق وقت بنائها أكثر من سنة ونصف، بحيث انتهى من إنجازها سنة 765هـ/1364م 2. اندثرت المدرسة اليعقوبية ولم يبق منها إلا وصف صاحب زهر البستان الجميل والدقيق، الذي يدل على أهميتها وعمرانها وسعة فنائها وزخرفتها بقوله: "وأنشأ مدرسة القرآن والعلوم، وانفق فيها من الحلال المعلوم، فأقيمت مدرسة مليحة البناء، واسعة الفناء بنيت بضروب من الصناعات ووضعت في أبدع الموضوعات، سمكها بالصبغة مرقوم، وبساط أرضها بالزليج مرسوم، غرس بازائها بستانين يكتنفها، وصنع فيها صهريجا مستطيلا وعلى ظرفيه من الرخام. خصتان يطردان مسيلا، فيالها من بنية ما أبهجها" 3.
وجعل أبو حمو الثاني هذه المدرسة ملحقة بزاوية ومقبرة خصصها لدفن ملوك تلمسان وأمرائها من بني زيان 4، وكان الضريح يمتاز بزخارف جميلة ورسومات ملونة بديعة، الجميل في النصوص التاريخية.
1 : Abbé BARGES, Tlemcen ancienne capitale du royaume de ce nom, sa topographie, son histoire, Paris, 1859, p.391.
2 : يحي بن خلدون، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تحقيق: ألفرد بال، الجزائر، 1911-1913، ج 2، ص 136
3 : مؤلف مجهول، زهر البستان في دولة بني زيان، مخطوط، منشستر: مكتبة رايلندس، رقم 283، ورقة 84.
4 : يحي بن خلدون، بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، تحقيق: ألفرد بال، الجزائر، 1911-1913، ج 2، ص ص 134-136.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)