الجزائر

بن حبيلس: ترحيل 70 ألف مهاجر غير شرعي منذ 2014



أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس أمس، أن عدد المهاجرين الأفارقة المرحلين من الجزائر إلى بلدانهم بلغ 70 ألف مهاجر غير شرعي منذ 2014، مؤكدة أن الدولة لم تدخر أي جهد من أجل توفير الظروف الإنسانية الملائمة لنجاح سير هذه العملية، «خلافا للاتهامات الباطلة التي توجهها بعض التقارير الدولية تجاه الجزائر»، في حين أكد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني، أن ما تقدمه المنظمات الدولية من مساعدات إنسانية للاجئين والمهاجرين لا يصل إلى نصف ما تقدمه الجزائر من مساعدات.وقالت بن حبيلس لدى نزولها ضيفة على منتدى «المجاهد» في ردها على سؤال «المساء»، إن تعامل الجزائر مع اللاجئين والمهاجرين الأفارقة، يندرج في إطار قيمها الأصيلة في استضافة الأجانب الذين تمر بلدانهم بظروف صعبة، مشيرة إلى التكفل الجيد بهؤلاء على كافة المستويات.
وذكرت بأن الدولة صرفت ما يقارب 20 مليون أورو في عملية الترحيل فقط، في حين يوفر الهلال الأحمر الجزائري 71 كلغ من المؤونة الغذائية لكل مهاجر إفريقي عند ترحيله لبلده، علاوة على الخدمات الصحية التي يتلقونها على مستوى مستشفى تمنراست، مع التكفل بنقل الحالات المستعصية إلى المستشفيات عبر الطائرة.
وأمام كل الجهود التي تبذلها الجزائر على المستوى الإنساني، استغربت المتحدثة من اتهامات التقرير الأخير لمقرر الأمم المتحدة تجاه الجزائر والتي يزعم فيها الاستيلاء على أمتعة وأموال المهاجرين الأفارقة، مذكرة بأن هؤلاء الرعايا يأتون من بلدانهم حفاة الأقدام ولا يملكون شيئا، وعندما يغادرون الجزائر يكونون محملين بالأمتعة والأموال.
وإذ جددت تأكيدها على أن هذه التقارير عارية من الصحة وتتسم بالكثير من السطحية، شددت بن حبيلس على أن الجزائر تظل في موقع قوة، «لأن المتسببين في بروز ظاهرة الهجرة غير الشرعية هم من يتحملون المسؤولية كاملة، لاسيما بعد تدخل منظمة الحلف الأطلسي في ليبيا»، قائلة في هذا الصدد «الجزائر أدت ما عليها وأكثر وعلى الأطراف المعنية أن تسهم في حل المشكل، من خلال تمويل الدول التي تتسرب منها الهجرة غير الشرعية بمشاريع مصغرة لتشغيل الشباب».
وبخصوص العمل التضامني الوطني، شددت بن حبيلس على ضرورة محاربة ثقافة الاتكال، مبرزة ضرورة التفريق بين ثقافة التضامن، سياسة التضامن، من منطلق أن الدولة المكلفة بتوفير التعليم والتغطية الصحية ومكافحة الفقر والتهميش غير قادرة لوحدها على تحقيق الأهداف المطلوبة طالما أن المجتمع المدني لا يقوم بدوره. كما أكدت على ضرورة أن يستعيد الشعب الجزائري قيمه الأصيلة ونبذ كافة السلوكات الدخيلة عنه، كانتشار دور الشيخوخة التي أعربت عن معارضتها لها، «باعتبارها وصمة عار على قيم وثقافة الشعب الجزائري». وأوضحت المتحدثة بأنها تقدمت بمبادرة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية لإيجاد حلول لهذه الظاهرة، حيث ترتكز مقترحاتها على وضع قائمة للفئات المعنية لدراسة الأسباب التي تدفع بها للتواجد في الشارع، مؤكدة بأن التلاحم الاجتماعي والأسري يعد من أولويات عملها، كونه ينعكس على أمن واستقرار البلاد.
وفي ردها عن سؤال آخر ل»المساء» حول مدى استجابة رجال الأعمال للنداء الذي أطلقه الهلال الأحمر الجزائري لتقديم الدعم لسكان المناطق النائية، قالت بن حبيلس إنها تلقت استجابة متطوع واحد فقط لحد الآن، مشيرة إلى أنها ستواصل في توجيه نداءها لهذه الفئة.
وفيما يتعلق بالاتفاقية التي وقعها الهلال الأحمر الجزائري مع منتدى رؤساء المؤسسات في 2015 لبناء مخزن للمساعدات، أكدت بن حبيلس أن المشروع لم ير النور بعد، آملة في أن يتجسد مستقبلا. من جانبه، أشار رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني إلى أن النشاط التضامني للجزائر تجاه اللاجئين والمهاجرين الأجانب معروف منذ سنوات طويلة، «بل سبق بكثير نشاط المنظمات الدولية ورغم ذلك تفضل الجزائر عدم الترويج لما تقوم به، مما يجعلها قدوة كل شعوب العالم في استضافة ضحايا الحروب والمستضعفين»، مؤكدا في هذا الصدد بأن «الاتحاد العربي للهلال والصليب الأحمر كان محقا في تقديم الدرع الإنساني للرئيس عبد العزيز بوتفليقة».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)