الجزائر

بن بوزيد خلف الباب قطف الخطى



بن بوزيد خلف الباب                                    قطف الخطى
أثناء النقل المباشر الذي تفننت فيه الفضائيات العربية لمختلف أصوات ثورات الشباب المصري والتونسي شدّني شيء واحد فقط.. شيء واحد يمثّل الفرق الشاسع بين شبابنا وشبابهم، بين ثوراتنا وثوراتهم، بين كلامنا وكلامهم..
- لقد هرمنا.. هرمنا من أجل أن نعيش هذه الثورة.
هي الجملة التي نقلتها الفضائيات لكهل تونسي، تمثّل فصاحة تعجيزية أمام عبارات أبرع صحفي من الجزيرة أو البي بي سي، هذه العبارة تعرّينا، تجعلنا نفكر في أجوبة شبابنا.. نحن الذين نضحك أحيانا كثيرة على ارتباك مثقفينا وسوء تعبيرهم في الحصص التلفزيونية.
إذن نحن أمام حقيقة مؤكدة وهي أننا لا نجيد التعبير وربما أكثر لا نجيد الكلام، كما لا توجد لدى شبابنا إية خلفية تواصلية واضحة المعالم، ربما في الجانب السسيولوجي يمكن اعتبار تلك التدخلات للمواطنين من شارع بورقيبة أو من ميدان التحرير عبارة عن خطاب شارع مؤسس ومسيّس أيضا.. وهؤلاء المواطنين الصالحين هم نتاج نظام تربوي معين ومنظومة ثقافية. طرحت هذا الإشكال على أختي وقلت لها لو أننا في ثورة.. لندرك جيدا لو أننا في ثورة معاصرة لأن مفهوم الثورة صار تواصليا خطابيا..
كيف سيتحدث الجزائريون؟؟
ضحكت قليلاً ثم قالت لي: أنت مهبولة تقيمين مقارنة بين شادية وعبد الحليم اللذين علما أبناء مصر فنون الكلام والتحايل مع عمر قتلاتو الذي جاب بينا فيلم كامل وفي الأخير لم يتحدث معها وراح وخلاها.
ضحكت أكثر.. صحيح عمر قتلاتو لم يتحدث معها وهرب في نهاية الفيلم من مواجهة الكلام.. طبيعي أن يكبر جيل بالكامل وهو معطوب الكلام..
فكّرت في أن أعود لأختي وأقول لها إن زمن عمر قتلاتو بعيد نسبيا عن عمر شباب الثورة.. لكني أعرف الجواب وهو أن بن بوزيد لا يزال عند باب المدرسة.
هاجر قويدري


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)