الجزائر

بمنسابة الانسحاب الأمريكي، سفير العراق بالجزائر، يؤكد : “أجواء العراق لن تكون أبدا متاحة لشن هجوم ضد أي دولة”



بمنسابة الانسحاب الأمريكي، سفير العراق بالجزائر، يؤكد :               “أجواء العراق لن تكون أبدا  متاحة لشن هجوم ضد أي دولة”
“علاقات الجزائر بالعراق غير مرضية ونتمناها أقوى”   أكد الدكتور عدي الخير الله سفير العراق في الجزائر أن خروج الولايات المتحدة من العراق لم يكن أمرا متوقعا، موضحا في مؤتمر صحفي عقده، أمس، في مقر إقامته بالجزائر بمناسبة احتفال العراق بـ”يوم السيادة” أن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق جاء بعد قناعة القيادات الأمريكية بصعوبة البقاء في العراق، كما يؤكد ذلك السفير العراقي بالجزائر قائلا:”أمريكا أدركت أن العراق بلد عصي والشعب العراق شعب مقاوم”. وفنّد السفير النظرية الإعلامية التي جاءت بها الولايات المتحدة عندما احتلت العراق. في إجابته عن سؤال “الفجر” بخصوص العلاقات الجزائرية العراقية، فقد وصف السفير العراقي العلاقة بأنها “غير مرضية” معربا على أمله في أن ترقى العلاقات بين البلدين إلى “علاقات صميمية” وأكثر قوة وقال :”الأوضاع الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتم على الدفع بالعلاقات الجزائرية العراقية نحو مزيد من التعاون، وأتوقع أن تعود السفارة الجزائرية للعمل في العراق”. وقال:”قبل الاحتلال العلاقات كانت قوية، ولا تزال هناك اتفاقيات لم يتم تغييرها لأنها اتفاقيات بين الدولة والدولة ونحن نسعى إلى تطوير آفاق التعاون، وتصدير المواد الجزائرية إلى العراق يجب أن يخضع أولا إلى طبيعة السوق العراقية، خصوصا وأن هناك منتجات مشتركة بين الجزائر والعراق وهو ما يضعنا في خانة المتنافسين”.  كما أوضح في رده على استفسار “الفجر” بخصوص ملف الضحايا في العراق الذين بلغ عددهم 400 ألف قتيل، وهل هناك نية عراقية لفتح الملف دوليا للتحقيق والمطالبة بالتعويضات من الولايات المتحدة وحتى الاعتذار على سنوات الدمار التي لحقت بالعراق قال السفير :”الأمر يحتاج إلى وقت وسنوات، ولو طالبت السلطات العراقية بوضع بند حول التعويض لما وافقت الولايات المتحدة على الاتفاقية. نحن نسعى إلى تحقيق ذلك مستقبلا والأكيد سيتحقق لنا ذلك ورغم ذلك فقد أعدت مشروعا لمعالجة ضحايا الحرب داخليا”.  وعن موجة الخوف التي تعالى صوتها مؤخرا بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، فقد أكد السفير العراقي أنها موجة تهدف إلى إضعاف العراق مستقبلا وعدم إعطائه الفرصة للوقوف مجددا، فحسب السفير فإن الغرب يخشى من عودة العراق للعب دور إستراتيجي ومحوري في المنطقة وهذه “الحملة الإعلامية” على حد قول السفير تعكس مخاوف الغرب من صعود العراق في المرحلة القادمة. وقال السفير :”منطق مقاطعة العراق على أساس أنه بلد محتل معادلة غير مقبولة فلا أحد تجرأ على مقاطعة البلد الذي احتل العراق”. وأضاف :”هناك دول عربية يهمها أن يبقى العراق في حالة اللاّاستقرار لأنها تتخوف من أن يمتد التغيير إلى أنظمتها  قد قامت بعمليات “إرهابية” في العراق من أجل جعل الولايات المتحدة منشغلة بشكل دائم بالأوضاع في العراق وعدم إعطائها الفرصة للنظر إلى الأنظمة العربية المجاورة وتنفيذ سيناريو “الشرق الأوسط الجديد” الذي جاءت الولايات المتحدة لتنفيذه حماية لأمن واستقرار إسرائيل. وعن الخلافات التي طفت مؤخرا على الساحة السياسية العراقية فقد قال السفير :” رئيس الوزراء من حقه الدستوري إقالة أي وزير يرى أنه غير كفئ، والمرحلة الجديدة في العراق هي مرحلة البناء ولا مكان فيها للأشخاص غير الأكفاء”.  وقدم السفير عدي، على هامش حفل عشاء الذي أقامه على شرف الصحفيين الجزائريين، سردا تفصيليا لحرب العراق وأهم المحطات التاريخية التي مرت بها العراق خلال تلك الحرب التي استنزفت أمن واستقرار واقتصاد العراق، مشيرا إلى أن ما حدث في العراق يشبه إلى حد كبير ما حدث في العشرية السوداء بالجزائر. وعرج السفير العراقي على أهم تفاصيل اتفاقية الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تم نشرها على الأنترنت لكي تكون متاحة للعالم وتؤكد حجم السيادة التي ستتمتع بها العراق في المستقبل، كما يقول السفير :”الاتفاقية تم كتابتها باللغتين الإنجليزية و العربية، وذلك من احترام التفسير القانوني في اللغتين ولضمان عدم التأويل” وقال :”الاتفاقية تؤكد أن الولايات المتحدة والعراق دولتان متكافئتان، ولقد تم إضافة كلمة “مائه، وسمائه” إلى كلمة “ترابه” في توصيف حدود العراق وذلك لإعطاء المعنى الأدق للسيادة الكاملة للعراق” موضحا أن حدود العراق ومجالها الجوي لن يكون أبدا متاحا لشن أي هجوم على أي دولة عربية أو أجنبية. وفيما يخص القوات الأمريكية التي لم تغادر العراق بعد فقد أكد السفير أن الاتفاقية شدّدت على أن الأمريكان المتواجدين حاليا في العراق لا يحق لهم التصرف بحرية إلا داخل حدود منشآتهم الموصوفة بدقة”، وأوضح أن العراق طلب إلغاء جميع ديون العراق في العالم كي لا يكون ذلك فرصة للدول الأجنبية للمطالبة بتعويضات تستنزف ما تبقى من ثروات العراق.   علال محمد   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)