مرافعة من أجل "الفيس" في لقاء بابس بالمجتمع المدني
طغت مواضيع متعلقة بالحزب المحظور الجبهة الإسلامية للإنقاذ”الفيس” و حقيقة المتحدثين باسم لجان و تنسيقيات مساندة الرئيس على لقاء رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير بابس أمس بقسنطينة مع ممثلي المجتمع المدني من ولايات ميلة، جيجل، سكيكدة و قسنطينة.
منهجية العمل لدى رئيس “الكناس” لم تمنع خروج بعض التدخلات عن الموضوع الرئيسي للقاء المتمحور حول التنمية و تطلعات السكان و خاصة ما نجم من تلاسن عند تناول ممثل لتنسيقية المجتمع المدني و لجان مساندة الرئيس بقسنطينة للكلمة، و قوله أنه قام بمحاربة الفساد فتعرض للضغوط و الاضطهاد، ليرد عليه آخر أنه تورط في تلاعب بأموال مكتتبين في مشروع ترقية عقارية ، و أن لجان مساندة الرئيس صارت سجلا تجاريا يستعمله منسقو تلك الجمعيات للحصول على الإمتيازات، و تطور العراك ليخرج اللقاء عن هدوئه و لكن رئيس الجلسة تفهم الموضوع بالقول أنه ينتظر أن يتكلم الحاضرون من أعماقهم و يعبرون بالفعل عن كل مشاغلهم و بكل حرية و دون قيود.
المشاغل و التطلعات التي حملها ممثلو المجتمع المدني تحولت عند تدخل أحدهم من ولاية جيجل إلى منبر سياسي حيث طالب المتدخل بضرورة إشراك كل الجزائريين في عملية التنمية و البناء دون إقصاء و قال أن أمراء و قياديين في ما كان يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ حصلوا على صحيفة سوابق قضائية بيضاء ناصعة من السلطات، بينما يتم منعهم من العمل السياسي و قال أن اللقاءات مع المجتمع المدني ذاته غير صحيحة لأن المشاركين فيها ليست لهم مصداقية و قد تم اختيارهم من طرف الإدارة في أغلب الحالات، ليطالب بحصول الجزائريين مهما كانت المنطقة التي يقيمون فيها على حقوقهم و نصيبهم من الثروات الوطنية دون تمييز أو إقصاء، لأن الشعب لم يعد قاصرا عن الفهم.
بقية التدخلات تناولت مشاكل التشغيل و تفشي البطالة في أوساط الشباب و العراقيل التي تحيط بعمليات وكالات “انساج” و مثيلاتها و الشروط التعجيزية التي تفرض على الشباب، و قد اقترح أحدهم من ولاية ميلة أن تكون عمليات التوظيف مستقبلا بناء على سنة الحصول على الدبلوم، لأن المحسوبية منحت متخرجين جدد مناصب عمل و أقصت من أمضوا عدة سنوات ينتظرون نصيبهم.
ممثل من ولاية سكيكدة طرح مشكلة المنطقة الصناعية قائلا أنها صارت خطرا مزدوجا أمنيا و بيئيا، و بعد الانفجار الأخير كان يفترض نقلها نحو منطقة قرباز لكن المسؤولين قاموا ببناء وحدات جديدة و ضاعفوا خطر المنطقة على السكان و المدينة.
ممثل إتحاد الفلاحين اعتبر كل عمليات الدعم الموجهة للفلاحين تصب في جيوب كبار التجار و المضاربين لأن الفلاح مطالب بتلقي الدعم بشرط الحصول على عتاد و مواد معينة هذه الأخيرة يتم استيرادها و بالتالي فقد توجه الدعم للمستوردين من التجار و ليس الفلاحين الذين حسدهم الناس لأن الرئيس قرر مسح ديونهم لكن البنوك و الجهات التنفيذية قامت بمسح ديون شركات كبيرة و ملاك بساتين، رغم ان مسح الديون كان موجها لمنتجي الحبوب و مربي الماشية دون غيرهم.
ولاة قسنطينة و جيجل و ميلة و سكيكدة كانوا قد طرحوا بدورهم على رئيس المجلس الوطني الإقتصادي و الاجتماعي مشاكلهم و رؤيتهم للعملية التنموية، و من أبرز ما اشتكى منه الولاة البيروقراطية و المركزية المفرطة خاصة فيما تعلق بعمل اللجنة الوطنية للصفقات التي عندما يغيب عضو بسيط منها يتأجل مشروع في ولاية داخلية لأكثر من شهر و بعدها تتم محاسبة الوالي لأن مشاريع التنمية لم تتحرك في ولايته. و طالب الولاة بإنشاء لجان محلية جهوية للصفقات بهدف تجاوز البيروقراطية مع فتح الباب للجهات المركزية للقيام بعملية التدقيق و المحاسبة البعدية لعمل تلك اللجان.
لقاءات الدكتور بابس في قسنطينة تواصلت بالاستماع للمنتخبين مساء أمس. ع.ش
تاريخ الإضافة : 10/10/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : النصر
المصدر : www.annasronline.com