بلطجة عمر أزراج•••

في الثمانينيات جُندت وزارة الدفاع الوطني للتحقيق مع الشاعر عمر أزراج عندما كتب قصيدته المعنونة ''أيها الحزب الوحيد'' التي قام فيها بهجاء حزب جبهة التحرير الوطني بعدما تحوّل إلى جهاز بيروقراطي رافض لحرية الرأي وقال:
أيها الحزب الوحيد
أدرك الشيب الصغار
أيها الحزب الوحيد
غزت النار الديار
أيها الجالس كالفقر علينا
أيها الواحد كالقفر فإنّا
نرفض النزهة في السجن والإنجاب في المنفى
أيها الحزب المحجر..
إننا نطلب شيئا واحدا منك :تجدد، أو تبدد، أو تعدد
فأنا القائل لا واحد إلا الشعب والباقي زبد
آه يا أطفال البلد
البسوا أحلامنا الحافية
ثم صيحوا :يسقط القيد وظل الطاغية
الجهات الأمنية التي حققت مع الشاعر سألته عن انتماءاته الحزبية هل كان منتميا للحزب الشيوعي ''الباكس'' أو للحركة البربرية، هذه الجهات كانت حريصة على حماية الأفلان من فيروسات سياسية قد تضره ولكن الشاعر أجاب بالنفي وقال أنه يعبر عن الحالة التي وصل إليها الحزب باستعمال الشعر، لكن هذا لم يشفع له عندهم فأجبروه على إمضاء تقرير ''عدم ممارسة الشعر النقدي'' مع وجوب الحضور اليومي لمركز الشرطة من أجل التوقيع، لكن الشاعر المتمرد فضّل المنفى لأكثر من 22 سنة على أن تتم معاملته كلص لأنه كتب قصيدة.
أزراج الشاعر حدس بشعره وقلبه أنه سيأتي اليوم ويصير الحزب المقدس بقيادة بلخادم العظيم مجرد عصابة مكونة من صعاليك سياسية تضرب وتكسر وتستعمل النفوذ من أجل البقاء وتفرض قوتها دون أن تكون هناك جهات تحقق فيما يجري كما حققت مع الشاعر من أجل قصيدة!
بربكم قولوا هل كان الشعر يمثل خطرا كبيرا لدرجة تدخل وزارة الدفاع للتحقيق في الأمر؟ هل بلطجة الشاعر أزراج أخطر من بلطجة بلخادم التي يسكت عنها الجميع؟
افرح يا أزراج... لقد انتصرت وهاهي قصيدتك الوحيدة التي تعبّر بعد كل هذا السنين عما يحدث في الماخور السياسي وفعلا.. أيها الحزب تبدّد أو تبدد أو تبدّد!
أزراج و بلخادم كليهما يسيلان الدموع... الأول بالشعر والثاني بالكريموجان!
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 6
إقرأ أيضا:
* ايا بوتفليقة•••
* الجميلة والغول
* شعر الشاذلي وأشياء أخرى•••
* بلخادم ومدام دليلة الأمريكية

التعليقات (0)[add]
[min/max]إظهار/إخفاء التعليقات
[feed]إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني
التعليق تصغير
تكبير