الجزائر

بلدية بوفاطيس بوهران ... منطقة قبرها المسئولون فعانق سكانها المعاناة!



بلدية بوفاطيس بوهران ... منطقة قبرها المسئولون فعانق سكانها المعاناة!
يعاني سكان بلدية بوفاطيس التابعة اقليميا لدائرة واد تليلات بوهران واقعا مزريا حسب ما أكدته بعض العائلات للجزائر الجديدة . و ذلك في ظل صمت الجهات المعنية التي حولت المنطقة إلى مدينة نموذجية للمعاناة طالب على خلفيتها السكان بالتدخل العاجل وإيجاد حلول للظروف الصعبة و إعادة الاعتبار للمدينة من خلال تجسيد برامج للتهيئة العمرانية و التنمية المحلية .
أربع ساعات رحلة التنقل من بوفاطيس إلى وسط المدينة
رغم جملة النداءات التي رفعت في مختلف المناسبات من طرف السكان على طاولة المسئولين لاسيما منها قضية انعدام المياه الصالحة للشرب و اهتراء الطرقات و مشكل النقل و البطالة و غيرها فإن أهم مشكل لا يزال يؤرق السكان و هو مشكل النقل، حيث أكد احد قاطني البلدية أن المشكل ليس وليد اليوم إنما تضاعف حجمه في شهر الصيام فأصبح مشكل النقل ''كابوسا حقيقيا'' بالنسبة لسكان بوفاطيس سيما بشهر رمضان ، حيث يجد المواطن صعوبات كبيرة بعد الظهر وفي عطلة نهاية الأسبوع للعودة إلى مقرات سكناهم خاصة منهم مستعملي وسائل النقل الجماعي ،كما عبر أحد السكان على لسان قاطني بوفاطيس عن استيائهم وتذمرهم الشديدين بسبب النقص المسجل في عدد الحافلات، سواء منها العمومية أو الخاصة، حيث أكدوا أنهم يقضون وقتا طويلا بمحطات النقل في انتظار قدوم الحافلة وقال البعض إن سائقي الحافلات يتعمدون التأخر حتى يزداد عدد الركاب وتكتظ المحطة بهم وما زاد من معاناتهم ساعات الانتظار تحت أشعة الشمس صيفا جراء انعدام الواقيات وأماكن الجلوس التي لابد من توفرها في المحطات، ما يضطر المتنقلين وخاصة كبار السن إلى الجلوس على الأرض وحسب المسافرين، فإنهم يلجئون إلى المحطة الموجودة على مستوى البلدية في أوقات مبكرة حتى يتسنى لهم الظفر بمكان من أجل الالتحاق بمناصب عملهم، وعلى حد تعبير هؤلاء، فكثيرا ما يحدث العكس وذلك راجع لغياب وسائل النقل بالمقارنة مع الكثافة السكانية التي تشهدها البلدية، ما أصبح يعرضهم لمشاكل بالعمل بسبب التأخر اليومي و في هذا الصدد، فقد قمنا بجولة استطلاعية لبعض محطات النقل للوقوف عند معاناة الناس في الصباح وهم ينتظرون الحافلة بسبب تكاثر عدد الأشخاص، حيث يقع اندفاع في ركوب الحافلة من أجل الظفر بمقعد للجلوس وأفاد أحد المواطنين بأن القاطنين ببوفاطيس يقضون أربعة ساعات في التنقل من حافلة لأخرى حتى الوصول إلى وسط مدينة وهران و قد تسبب نقص وسائل النقل على مستوى الخط في فتح المجال لأصحاب سيارات "الكلونديستان" للاستثمار في معاناة السكان .
السكان يغرقون في الظلام !
وجه قاطنو عدة أحياء ببلدية بوفاطيس نداءا مستعجلا إلى السلطات المحلية، قصد النظر في المعاناة التي يواجهونها طيلة سنوات، في ظل انعدام الإنارة العمومية،
بالإضافة إلى اهتراء قنوات الصرف الصحي ما أدى لامتلاء الأقبية بالمياه القذرة التي حوّلت حياة السكان إلى جحيم، لا سيما أمام الانتشار الواسع للحشرات والحيوانات الضالة، خاصة في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية والتي تشهد مشكل اهتراء المسالك ، حيث أكد السكان في هذا السياق أن مصالح الأشغال العمومية انطلقت ومنذ سنوات في أشغال التهيئة الخاصة بالطريق المؤدي لعدة أحياء ،غير أن الأشغال لم تنتهي إلى يومنا هذا ولم تصل إلى تجمعاتهم السكنية، الأمر الذي تسبّب لهم في الكثير من المشاكل وما زاد الطين بلة مشكل إهتراء قنوات الصرف الصحي، التي تسببت في تدفق المياه القذرة على السطح، بعدما امتلأت الأقبية بهذه المياه، التي خلّفت مشاكل عديدة على غرار المشاكل الصحية، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي أصبحت منتشرة بمعظم المسالك فضلا عن انتشار أسراب من الناموس، وهو ما زاد في معاناة السكان بعدما أصبحت لا تفارق الأحياء وقال السكان في هذا السياق أن الإنارة العمومية تشكل المطلب الأساسي الذي يلحون عليه، بالنظر لغياب الأمن وانتشار والإعتداءات خاصة في الفترات الليلية .
شحت حنفيات منازلهم فاستعانوا بمياه الصهاريج الملوثة
أكد السكان أن حنفيات عدة منازل بعدة أحياء غادرتها المياه منذ ما يقارب الشهرين مما زاد من معاناة العائلات وأرهقها بشكل كبير نتيجة استغلال مياه الصهاريج وما تسببه من أخطار صحية وآثار سلبية على جيوبهم، إلى جانب مشكلة انعدام الطرقات والتهيئة العمرانية بصفة عامة خاصة ظاهرة انعدام مغالق بالوعات الصرف الصحي مما جعلها خطرا حقيقيا أمام السقوط اليومي للأطفال علاوة على الروائح الكريهة المنبعثة منها.
الشباب يعانق البطالة و يطالبون بالفرجة
رفع شباب بلدية بوفاطيس من العاطلين عن العمل وخريجي الجامعات شكوى إلى والي ولاية وهران يطالبونه من خلالها بالتدخل لدى مديرية التشغيل والمعنيين بالأمر قصد منحهم مناصب شغل و طالب السكان من السلطات المحلية النظر في المشاكل التي تواجههم والاستفادة من مشاريع تنموية أخرى، بعدما خصصت لهم البلدية مبالغ مالية لإعادة التهيئة و فتح مناصب شغل ،حيث لطالما ظل شباب القرية يعانون من عديد المشاكل التي نغصت حياتهم بسبب البطالة التي نخرت أجسادهم و قبرت طموحاتهم ووضعتهم بين سندان الهجرة غير الشرعية "الحرقة" ومطرقة الانحراف و معانقة الآفات الإجتماعية .
النفايات تحاصر السكان و الروائح الكريهة تخنقهم !
يشتكى سكان الأحياء المحاذية لمدخل البلدية من ظاهرة الروائح الكريهة والمناظر المقززة غير الحضارية والتي ألحقت ضررا كبيرا بالبيئة وشكلت خطرا على الصحة العمومية جراء أطنان النفايات التي باتت ترمى على حافة الطريق .المواطنون المتضررون أكدوا أن هذا المشكل أصبح بالفعل يؤرق حياة السكان ويعطي انطباعا سيئا ويكشف في الوقت ذاته عن درجة اللاّمبالاة والإهمال لدى المصالح والسلطات المعنية بعد أن رفعوا شكاوى وتظلمات إليهم أكثر من مرة دون جدوى وهي الظاهرة المثيرة للتذمر التي يلاحظها السكان دون أن تتدخل السلطات المعنية مما شجع استمرارها بشكل يتضاعف يوما بعد يوم.
عبد الرزاق.ن


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)