مع بداية كل شهر رمضان يعود اسم بلدية الشقفة بولاية جيجل ليسطع بقوة وسط محبي وعشاق كل ماهو تقليدي وخاصة الحلويات التي أبدع سكان هذه البلدية التي تقع تحت سفوح جبال « الكلّة « الشهيرة والتي تبعد بنحو (25) كلم عن عاصمة الولاية جيجل في إعدادها وتقديمها في أبهى حلة لعشاقها .ولبلدية الشقفة التي كانت تسمى بمدينة سيدي عبد الله نسبة إلى أحد أعلامها الكبار مسيرة حافلة في مجال الطبخ بصفة عامة وإعداد الحلويات التقليدية التي لطالما أبدع سكانها الأصليين في إعدادها ليتوارثوا هذه الحرفة جيلا عن جيل حتى أن الكثير منهم نقلوها بمهارة إلى ولايات كثيرة من الجزائر وتحديدا الجزائر العاصمة وأضحت لهم محلات متخصصة في إعداد أصناف عديدة من الحلويات التقليدية التي يزداد رواجها في شهر رمضان الفضيل على غرار « قلب اللوز، الزلابية ، المقرمشات وما إلى ذلك من أصناف الحلويات التقليدية التي أضحت أشهر من نار على علم . ولا غرابة أن تتحول بلدية الشقفة بجيجل وعلى الرغم من موقعها المعزول وتراجع عدد سكانها بسبب مخلفات العشرية السوداء إلى قبلة حقيقية لمدمني الحلويات الرمضانية منذ أول يوم من الشهر الفضيل حيث تعج طرقاتها ومحلاتها القرميدية التي مازالت محافظة على شموخها وكبريائها منذ العهد الاستعماري بالزوار من كل أصقاع ولاية جيجل وحتى من خارجها بحثا عما لذ وطاب من هذه الحلويات التي تشتهر بها المنطقة ، ولا غرابة أن يقطع بعض عشاق هذه الحلويات مسافات تصل أحيانا إلى مئات الكيلومترات من أجل أن يعودوا مساء محملين بأصناف شتى من هذه الحلويات التي تعطر روائحها الفواحة كل مكان بمدينة الشقفة إلى درجة أن الزائر لهذه الأخيرة يتخيل نفسه في مطعم مفتوح في الهواء الطلق .ولسكان الشقفة حكاية تشبه حكايات ألف ليلة وليلة مع عالم الطبخ وصناعة الحلويات ولو أن الانطلاقة الحقيقة لهؤلاء مع هذا العالم المليء بالإبداع والتفنن كانت سنوات التسعينيات حين اشتهرت المنطقة بإنتاج ما يسمى بخبز « السكود « وذلك نسبة إلى صاروخ سكود الروسي الذي استعمله الجيش العراقي في غزوه لدولة الكويت وحربه مع الحلفاء ، حيث دفعت حماسة الشقفيين لما أقدم عليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين آنذاك بأحد خبازي المنطقة إلى إنتاج نوع جديد من الخبز سماه « السكود» ليجد هذا الأخير طريقه بسرعة البرق إلى عدة ولايات ليصبح ماركة مسجلة باسم بلدية الشقفة عاصمة الخبز والحلويات الرمضانية حتى باتت تسمى بوفاريك الجواجلة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/05/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م مسعود
المصدر : www.akhersaa-dz.com