الجزائر

بلخادم وثقافة التبرير



 من أجمل التعليقات على ما قاله عبد العزيز بلخادم لـ''الخبر'' ما وقعه قارئ باسم فاتح: ''. . تعرف لماذا يشتري أمثالك هاتف (أي فون)؟ لأنه سهل وبسيط الاستعمال. ولماذا هو سهل وبسيط؟ لأنه جد معقد في تكوينه. هكذا يفعل المفيدون، إنهم يغوصون في متاهات التعقيد لأجل تبسيط حياة البسطاء، وليس العكس. هناك دولة ستتشكل في غاية التعقيد، لكن ستراها تسير مثل استعمالك للـ(أي فون) وأولها يجب تغيير مفاتيح السلطة..''.
نعم، بلخادم لم يكن بارعا في ثقافة التبرير التي يتبناها. بل ينبغي القول إنه كان بسيطا جدا لم يقدم تحليلا يدفع للاعتقاد أن الرجل تهمه مشاكل الناس والبلاد، لم يستغل ما أتيح له من وقت ومن مساحات إعلامية من أجل إطلاع الناس على الحلول للتكفل بانشغالات الناس. لقد خصص هذا الوقت للتبرير والدفاع عن برنامج الرئيس، ويا ليته قال لنا ما هو برنامج الرئيس، ماذا طبق منه وماذا بقي بالضبط؟! وهل تعمُّم الفساد جزء من برنامجكم؟
إنه يتحدث وكأننا نعيش وضعا عاديا، وكأن الدولة تتوفر على مؤسسات حقيقية، إنه يتحدث وكأن البرلمان برلمان وكأن النواب نواب الشعب وليسوا نواب السلطة. بل ويتحدث وكأنه زعيم حزب!
تمنيت لو سئل كيف جاء إلى قيادة هذا الجهاز، وهل يملك أن يكون ضد برنامج الرئيس؟ وهل يمكنه البقاء في منصبه لو تخلت عنه أجهزة الحكم الفعلية؟ وماذا سيحدث لو نزع عنكم جهاز التنفس الاصطناعي؟! ولماذا عرفت جبهة التحرير انقلابات متتالية؟ ولماذا فشل في رئاسته للحكومة؟
وتمنيت لو سئل خاصة: هل تعتقد أن لك دورا أنت وجهازك في اختيار الرئيس؟ لماذا تزكون العبث بالدستور مرات ومرات؟ وهل تعرفون القيام بشيء آخر غير تأييد السلطة؟ ولماذا نشرتم هذه الرداءة في الحياة السياسية وفي الخطاب السياسي؟ ولماذا لا ترى أن هناك ضرورة لكي يذهب جيل لم يستطع أن يبني دولة المؤسسات والقانون؟ وأخيرا لماذا لا تأخذ بحسنة السكوت؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)