بلاغات كاذبة لدى أمن غرداية فتيات يدّعين تعرّضهن للخطف على طريقة الأفلام البوليسية

أحصت الشرطة القضائية بغرداية خلال أقل من 6 أشهر، 4 بلاغات كاذبة تدّعي خطف فتيات، حيث ألفت فتاة لا يزيد سنها عن 15 سنة رواية بوليسية كاملة حول قصة خطفها على متن سيارة سوداء يقودها رجلان.
 بعد غياب دام 05 أيام عن منزل عائلتها، عادت فتاة لا تتعدى سن الـ15 سنة إلى بيت ذويها، بعد أن أكدت لهم أنها كانت مختطفة، وادّعت أنها تعرّضت لذلك بالقوة من طرف رجلين كانا على متن سيارة سوداء. وخلال الأيام الخمسة التي غابت فيها الفتاة عن بيت ذويها، جنّدت شرطة غرداية ومجموعة الدرك الوطني الولائية كل الإمكانات للبحث عنها، بعد أن أكد والدها للمحققين أن حياة ابنته في خطر، وأنها قد تتعرّض للموت في أية لحظة. وكانت رواية شقيقة الضحية التي لا يزيد سنها عن 10 سنوات، متماسكة وقابلة للتصديق، حسب المحققين، حيث قالت إنها خرجت مع أختها في الصباح لشراء بعض اللوازم من أحد المحلات، لتتفاجئا بتوقف سيارة سوداء نزل منها رجلان وأرغما أختها على الركوب معهما، وكرّرت الشاهدة الوحيدة على عملية الخطف نفس الأقوال في كل مرة طيلة يومين. والمثـير في الأمر، حسب رئيس مصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية غرداية، هو أن كل التحريات التي قامت بها الشرطة لم تجد نفعا، بسبب عدم توفر أي شاهد أو قرينة. وبعد 5 أيام من الغياب، قصد ذات الوالد مقر الأمن، مؤكدا لهم عودة ابنته إلى البيت، مضيفا أن تقرير الطبيب الشرعي أكد عدم وجود أية آثـار للعنف على جسم الضحية، وهو ما أثـار شكوك المحققين حول وجود سيناريو مفبرك من طرف أسرة الضحية حول عملية الخطف. وقد قدمت الفتاة خلال استجوابها جزءا من رقم تسلسلي لسيارة ''كليو'' سوداء قالت إنها هي التي نفذت عملية الخطف. وبعد بحث مضن، تم كشف هذا الرقم في سيارة مرقمة بولاية غرداية. ولدى استدعاء صاحبها، تأكدت الشرطة بأن الأمر يتعلق برواية نسجتها الطفلة من خيالها، وكشفت التحريات بأن الأمر مجرد ادّعاءات، كما اعترفت الفتاة بأنها خلقت هذا السيناريو للانتقام من خالتها التي أفسدت خطبة شقيقتها الكبرى، وأنها قضت 5 أيام لدى عمتها في ولاية أدرار. وتواجه الفتاة تهم تقديم بلاغ كاذب وتضليل العدالة.
وفي قضية ثـانية، ادّعت فتاة أخرى بأنها خطفت، وكشف التحقيق بأنها قضت 3 أيام عند شقيقتها الطالبة الجامعية في العاصمة. كما ادّعى طفل في حالة ثـالثـة بأنه خطف، ثـم كشف التحقيق بأنه سافر بمفرده إلى العاصمة ليعود أدراجه إلى مسكن العائلة وبمحض إرادته. وقال رئيس مصلحة الشرطة القضائية بأمن ولاية غرداية، العميد زغادنية، إن مثـل هذه البلاغات أدت إلى إرهاق عناصر الشرطة في عمليات بحث وتحرّ مضنية دون أي جدوى.