الجزائر

بلادهم.. يحكمها أولادهم! :


عاتبني مواطن يدعى سعيد بن نبري من برج منايل ولاية بومرداس، قائلا: كيف تسمح للشاب الصحفي بوشن فريد بأن يسبّ أجدادنا المجاهدين، ويقول عنهم بأنهم أحبوا بومدين لأنهم جهلاء! فهؤلاء ''الجهلاء'' هم من هزم جنرالات فرنسا الأذكياء.. فهؤلاء الجهلاء طردوا فرنسا، التي عادت طائراتها الحربية إلى أجوائنا في عهد الأذكياء من أمثال هذا الصحفي الشاب! وأمثالك يا من تدّعي أنك شيخ الصحافة الجزائرية؟!
ثم أردف هذا المواطن يقول: يجب أن تحمد ربي على أن من تسميهم أصحاب الحق الإلهي مازالوا يتواضعون ويحكموننا من الجزائر ولا يحكموننا من باريس! لأن كل مقومات حكمنا من هناك أصبحت متوفرة! فالأموال موجودة لديهم لشراء قصور هناك.. ولا يوجد من يحاسبهم على شراء قصور هناك من أموال الشعب.. لا برلمان.. ولا أحزاب ولا مجلس محاسبة، ولا حتى شعب يسأل هؤلاء عمّا يفعلون؟! وفرنسا تعرف أزمة حادة، وبإمكانها أن تبيع قصورها إلى المواطنين الفرنسيين الذين يحكموننا بالجنسية المزدوجة، أحسن من أن تبيع هذه القصور إلى أمراء الخليج، كما فعلت مع قطر؟! والتجانس الثقافي عندنا مع فرنسا لا يماثله أي تجانس آخر!
عندما أنهيت المكالمة مع هذا المواطن أحسست برجّة في مخي! وعدت إلى قراءة ما قاله هولند أمام البرلمان الأوروبي، حين ذكر أن فرنسا ليست لها مصالح في مالي دفعتها إلى شنّ الحرب هناك! وقد يكون هولند على حق، فشنّ الحرب في مالي هو للدفاع عن مصالح فرنسا في الجزائر، وليس في مالي، باعتبار أن الجماعات المسلّحة أصبحت تهدد مصالح فرنسا في الجزائر، وليس في مالي فقط؟! ولهذا كانت الحرب الفرنسية في مالي لا تعترف بالسيادة الجزائرية، وتجعل من أجواء الجزائر أجواء مفتوحة أمام الطائرات الحربية الفرنسية؟! أليس المواطن سعيد بن نبري على حق، حين يقول لي احمد ربي على أنهم يحكموننا من الجزائر وليس من باريس؟!
فرنسا هنا على حق، فهي تشن حربا وقائية خارج حدودها.. وحدودها تبدأ من دانكارك وتنتهي في تمنراست! وصدق ذلك المناضل الأفالاني العتيق، الذي قال لي لا تكبر مسألة استخدام فرنسا للأجواء الجزائرية في حرب مالي في كتاباتك.. فالجزائر ماتزال أرضا فرنسية، في المفهوم السياسي والعسكري الثقافي.. ف''هذه بلادهم''.. و''يسيّرها أولادهم''!
إنني تعبان ورأسي يكاد ينفجر! وأحتاج إلى ضمادات بالبصل والعنصل.. والقريوا..!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)