الجزائر

بلادنا تتعرض لمخطط عدائي منذ الخريف الدموي



أكد الأستاذ رابح لونيسي في مداخلته التي قدمها أمس أمام الحضور في الندوة التاريخية التي نظمتها جريدة الجمهورية بالتنسيق مع الجامعة ومديرية التربية لولاية وهران، أن الجزائر تتعرض لمخطط خطير، من قبل عدة جهات تستهدف بلادنا.ليضيف بأن هذا الأمر ليس وليد الأمس، بل العين على الجزائر منذ أمد طويل، خاصة بعدما فشل مهندسو ما أسموه بالربيع العربي في نقل هذا الدمار الذي هو في حقيقته خريف دموي إلى الجزائر في 2011 و2012، بسبب عدم إستجابة الشعب لهم، ورفضه الإنسياق وراء تلك الثوارات، لأن أبناء هذا البلد إستفادوا من دروس الماضي، خاصة دروس التسعينات، ماجعلهم يقفون سدا منيعا دون إختراقهم.
لكن القوى الدامية كان لا بد لها من التخطيط لإختراق هذه الصفوف المتراصة، وإيصال هذا الخريف الدموي إلى الجزائر بشتى الطرق، فبدأ المخطط في 2013، مؤكدا مسؤوليته على مايقول، ليردف أن العملية بدأت بإستيطان شمال مالي من قبل فرنسا، لتظهر بعدها تنظيمات إرهابية وإنفصالية في نفس العام وهي الماك في ذات السنة، بخطاب جديد متحدثا عن التقسيم بعدما كان قبلها يتحدث عن شيء آخر. ليضيف الأستاذ لونيسي أنه في نفس السنة أيضا ظهرت حركة رشاد، وفي الفترة ذاتها بدأت حرب إلكترونية ضد الجزائر، أو مايسمى كما قال "حروب الجيل الرابع"، والتي هي في حقيقتها ضرب ممنهج للجزائريين بعضهم ببعض.
حرب على الذاكرة
ومحاولة تشويه
للرموز الوطنية
كما كانت بداية الحرب هذه على الذاكرة وتشويه الرموز الوطنية وكل ما يقابلها من إرث تاريخي، على أساس جهوي، مناطقي، عروشي، وهذا من قبل قوى كانت تتآمر على الجزائر، حتى تضعف ولا تقدر على مواجهة الإستعمار الفرنسي بحرب ذاكرة،لأنها بهذه الحرب الإلكترونية أصبحت المعركة في الداخل بين الجزائريين فيما بينهم.
والهدف من كل ذاك يقول ذات المتدخل، في أنهم يريدون ضرب الأسس التاريخية للدولة الوطنية بتشويه كل رموزها عبر كل تاريخها الممتد على مدى آلاف السنين، بحيث لا يبقى تاريخ ولا أساس تاريخي لهذه الدولة الوطنية كلها، وبالتالي تشتعل حرب الذاكرة بين الجزائريين أنفسهم، التي هي في الأصل تغذية لإشعال فتيل الحروب الأهلية التي عادة ما تبدأ من هنا. ويقول الأستاذ لونيسي بأن المؤامرة كان من ورائها في البداية طرفان، الأول هو المغرب الأقصى، وهدف واضح وهو التحريض ضد منطقة ليكون هناك يكون رد فعل، حيث بدأت أجهزته الإستخباراتية في تضخيم الحركة الإنفصالية الماك، الذي شرع في التشويه والتخوين وغيرها، وكل هذا بهدف ربطها بقضية الصحراء الغربية، أو ما يصطلح على تسميته أكاديميا بالربط الدبلوماسي، الذي راهن على ربط مصير منطقة عزيزة على الجزائريين وجزء لا يتجزأ من هذا البلد عبر كل تاريخه بقضية الصحراء الغربية، حيث كشف التاريخ لاحقا أن كل الحروب الإلكترونية كانت تأتي من المغرب. أما الطرف الثاني فيقول الأستاذ لونيسي بأنه الكيان الصهيوني، الذي يعمل بمخطط معروف جدا منذ 1980 ، عندما أعلن عن مشروعه لتفتيت المنطقة، وتقسيمها إلى دويلات على أسس طائفية و«أوهام عرقية"، كي يبقى هذا الكيان هو الأقوى في المنطقة والدويلات الأخرى كيانات ضعيفة.
فرنسا طرف
ثالث بعد المغرب
والصهاينة في العدوان
مضيفا أن مخطط العداء ضد الجزائر الذي بدأ في 2013، دخل فيه طرف ثالث على الخط ، وهي فرنسا التي يصر رئيسها ماكرون على أنه لا وجود للأمة الجزائرية ما أثار إستغراب الجميع يضيف ذات المتحدث، مردفا أن ما قاله ماكرون وهو نفس كلام فرحات مهني في مناسبات سابقة، والذي يردد أن أمة الجزائر صنعتها فرنسا ، كما أن نفس الكلام يروّج عند بعض نخب المخزن في المغرب، في محاولة لتشويه الجزائر على أنه لديها أهداف توسعية، في حين أن هذا النوع من الأهداف يخص المغرب، الذي يرمي إلى ما يسمى "المغرب الكبير" ، ويحلم بتجسيد هذا المشروع الوهمي أو ما يسمونه إستعادة الحدود التاريخية للمغرب الأقصى منذ 1956 ، والذي يوجد من ضمنه جزء كبير من الجزائر حسب خريطة وضعها علال الفاسي في ذاك العام، حيث تمتد خريطتهم المزعومة من حدودنا الغربية والجنوبية الغربية إلى سان لويس بالسينيغال.
ليضيف الأستاذ لونيسي بأن مطامع المغرب تهدد السلم في المنطقة، وتساعدها في ذلك فرنسا المتخوفة من المشروع التنموي الذي بدأته الجزائر، بتوجهها نحو الاقتصاد المنتج وتخليها عن الإقتصاد الريعي الذي يبقيها في تبعية دائمة، وهو ما أرهب فرنسا التي ستتدمر أسواقها، وهذا هذا سبب دخولها في المشروع العدواني ضد الجزائر.
رسالة
نبيلة
لجيل الغد
ويضيف أنها ليست المرة الأولى الذي تعيش فيها الجزائر هذه الظروف، بل كانت قصة مماثلة مع الرئيس الفرنسي الأسبق "جيسكار ديستان" الذي يشبه كثيرا الرئيس الحالي ماكرون في سياسته تجاه الجزائر، والذي قال في 1975 عبارة أن "فرنسا العريقة تحيي الجزائر الفتية"، في تلميح واضح إلى أن هذا البلد ولد بعد إستقلاله فقط، لأن ما أقلقه في ذاك الوقت مشروع تنموي، كان قد شرع فيه الرئيس الراحل هواري بومدين، واليوم هي بصدد مشروع تنموي يهدد مصالح فرنسا، ولذلك لا بد من إضعافها. كما وجه الأستاذ لونيسي كلامه إلى أبناء الجزائر وعلى الأخص كما قال جيل الشباب، كي لا يقع في لعبة خطيرة ضد بلاده، التي ينبغي أن يدافع عنها ويواجه كل ما يحاك ضدها بالوعي، والدفاع الوطني ليس مهمة الجيش والأجهزة الأمنية فقط كما قال، بل هي مهمة الجميع، حيث ضحى الأجداد من أجلها بالأرواح والدماء من أجل هذه الدولة الوطنية ومطلوب من جيل الشباب كي لا يصل إلى إعطاء دمه أن يستخدم عقله لبناء الجزائر القوية دبلوماسيا، إقتصاديا،عسكريا، علميا وتكنولوجيا للدفاع عنها بالطريقة المثلى كي لا يعتقد الغير أنها ضعيفة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)