شهدت سهرة انطلاق الأسبوع الثقافي السوداني، أوّل أمس، ضمن فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حضورا معتبرا للوفد الثقافي السوداني الذي جاء في مجموعة كبيرة تضم 50 شخصا قدموا برنامجا ثريا ثراء السودان.
فعلاوة على معرض الصناعات التقليدية والحياة السودانية والمعرض التشكيلي، استمتع الحضور برقصات رائعة أداها أعضاء فرقة الآلات الشعبية بحضور السفير السوداني بالجزائر مجدي محمد ظاهر، وزيرة الثقافة لمدينة أسينار التي ستحتضن السنة الثقافية سنة 2017 بثينة جودة ندير إلى جانب وكيل وزارة الثقافة السودانية وممثل وزارة الثقافة الجزائرية رابح حمدي.
الافتتاح كان بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المنشد السوداني محمد رحمة الحسن، وقال السيد احمد عثمان وكيل وزارة الثقافة السودانية في كلمته إنه جاء حاملا تحيات وزير الثقافة السوداني السمؤال خلف الله القرشي، مشيرا إلى عمق العلاقات الودية الأخوية الجزائرية-السودانية التي جاءت نتيجة الروابط الوثيقة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعمر البشير، وأضاف أن الوفد جاء حاملا برنامجا ثريا للمشاركة لدى الأشقاء الجزائريين على غرار فرقة الإنشاد الديني والمديح النبوي، وفرقة للآلات الموسيقية الشعبية وفرقة المسرح، ومعرض الفن التشكيلي المختص في الخط والزخرفة الإسلامية، وعدد من الصحفيين الذين يشاركون بقصائدهم الشعرية والتغطية الإعلامية للحدث.
مضيفا أن كل ما يقدّم لا يمكن بأي شكل أن يظهر التنوع الثقافي الموجود بالسودان، ونبه المتحدث إلى أن هذه المشاركة فرصة لتقارب الثقافات بين البلدين، والوقوف على التجربة الجزائرية وأخذ العبرة والدروس المستقاة منها.
وقد أظهر الجمهور إعجابا كبيرا بمعرض الحياة اليومية السودانية، حيث تم عرض مختلف الأواني والقطع المصنوعة لتناول الطعام أو تخزينه، زربية الصلاة والملابس التقليدية للأطفال السودانين، الجلود التي كتبت عليها الآيات القرآنية والسبحة الكبيرة ذات الألف حبة التي يستعملها العابدون.
الشعر والجمال كانا حاضرين أيضا بلسان الشاعرة الإعلامية ابتهال محمد المصطفى والشاعر الكاتب أبو بكر الجنيد يونس، حيث أبدعت الشاعرة في قصيدة ''نجمة وهلال'' التي حملت كل معاني الحب والخير والسلام للجزائر، حيث قدمت لمحة عن صفات رجال ونساء الجزائر أصحاب الأنفة والنخوة، وذكرت الكثير من المواقع الساحرة في الجزائر وعلى رأسها المواقع التلمسانية، وفي نفس القصيدة تحدّثت عن السودان الذي قسم -مؤخرا- بمرارة لا يمكن وصفها، حيث كان الحزن والأسى والألم حاضرين بقوة يمزقان قلب كل عربي غيور على الوحدة الوطنية، أما الشاعر يونس الجنيد فقد قدم قصيدة خاصة تطرق فيها إلى جمال تلمسان ولم يغفل أي موقع منها.
كما استمتع الحضور ببرنامج انشادي قدمه كوكبة من المنشدين السودانيين الذين تعاقبوا على المنصة منها فرقة الهدى بصوت محمد جاد الله ومحمد رحمة الحسن، اللذين حلقا بالحضور في عوالم روحية بكلمات فصيحة وأخرى سودانية صفق لها الحضور كثيرا، إلى جانب تقديمهم لأغنية ترحيبية بعنوان ''جزائر مني التحية'' وأنشودة ''تعالى للذكر'' وهي صوفية، إضافة إلى الفنان المنشد خالد مججوب وفرقة الصحوة.
الرقص السوداني المفعم بالحياة والحيوية -أيضا- استل التصفيقات الحارة، حيث قدمت فرقة الموسيقى الشعبية السودانية نمادج من الرقصات الشعبية بمختلف المناطق السودانية، خاصة وأن لكل منطقة طريقة رقصها على حسب الأنعام التي تربيها، على غرار رقصة الإبل، حيث قدمت الراقصات عرضا مهربا من الخيال، فيخيل لك أنك تتفرج على الإبل وهي ترقص نظرا للتناغم في الحركة وطريقة دفع الصدر للأمام ورقصة ''المردوم'' بمنطقة البقارة والتي تستمد فيها الرقصات من طريقة مشي البقر، ورقصة الجلالات العسكرية للشمال، ورقصة الكرن.
والجدير بالذكر أنّ فعاليات الأسبوع الثقافي السوداني ستبقى متواصلة إلى غاية اليوم الأربعاء، ليلتقي الجمهور التلمساني بعدها بالأسبوع الثقافي الكويتي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: أحلام.م
المصدر : www.el-massa.com