الجزائر

بلا رياء.. وبلا تملّق!



بلا رياء.. وبلا تملّق!
هل تونس هي المهتمة بالجزائر.. أم الجزائر هي المهتمة بتونس؟!ولماذا يتوافد القادة في تونس على الجزائر بأعداد ومستويات لا يتوافد بها قادة تونس على تيطاوين وڤفصة؟! هل الجزائر هي المصدر لمفاتيح الحلول لمشاكل تونس الجديدة، أم أن الجزائر هي سبب مشاكل تونس في عهد التحوّل؟!صحيح أن وضع تونس بالنسبة للجزائر جغرافيا وديموغرافيا يشبه وضع لبنان بالنسبة لسوريا.. لبنان يقع جغرافيا في خاصرة سوريا، وتونس تقع جغرافيا في خاصرة الجزائر... لكننا لا نحبذ أن تكون أوضاع العلاقات الجزائرية التونسية كأوضاع العلاقات السورية اللبنانية في الماضي أو الحاضر.نعم، نحن نعرف أن تونس ليست لبنان، وأن الجزائر ليست سوريا... لكن المسلكية السياسية لحكام تونس الجدد، وحكام الجزائر الحاليين تثير أكثر من علامة استفهام حول هذه العلاقات؟عندما يقول رئيس تونس، قائد السبسي، أو الغنوشي: إن الرئيس الجزائري بوتفليقة دعم التوافق بين التوانسة (النهضة ونداء تونس) فإننا نحس بروائح العلاقة التي كانت بين سوريا والبنان تتكرر في الجزائر، حيث كان الأسد وعبد الحليم خدام ينصبان ويعزلان حكام الطوائف في لبنان.وعندما نسمع بأن الغنوشي يريد مساعدة الجزائر في الوساطة لحل أزمة ليبيا، فإننا نتذكر حكاية علاقة الأسد بالفلسطينيين في لبنان (تل الزعتر) ودور جنبلاط وبري في مساعدة الأسد على حل مشكلة لبنان.يا ناس يا هوه... يا توانسة... بوتفليقة لم يستطع أن يحل المشاكل بين أبناء بلده، فكيف يحل المشاكل بين الليبيين.. عين صالح تغرق بالاضطرابات، والمعارضة تتململ في العديد من المدن، والرئيس بوتفليقة لا يجد الوقت الكافي لحل مشاكل بلده التي انتخب أو عيّن لأجل حلها، ويجد الوقت لاستقبال الغنوشي لتدارس حل مشاكل ليبيا الشقيقة؟!أليس واقع حكام تونس يشبه واقع حكام الجزائر.. ! الغنوشي والسبسي لا يجدان الوقت للذهاب إلى تيطاوين لحل مشاكلها، ويجدان الوقت للذهاب إلى الجزائر لمساعدة بوتفليقة على حل مشاكل ليبيا!؟ وليس مساعدته على حل مشاكل عين صالح أو مساعدتهم على حل مشاكل تيطاوين عوض حل مشاكل ليبيا؟!يجب أن يكون التوانسة صرحاء مع أنفسهم، ليس بوتفليقة هو الحكيم والداهية السياسية الذي ينهل منه الغنوشي والسبسي الحكمة لحل مشاكل تونس وليبيا، بل الدهاء هو حاسي مسعود وحاسي الرمل... ومع الأسف بدأ هذا الدهاء يجف بفعل تدهور أسعار المحروقات؟!لقد قتلنا الرياء والتملق والتزلف الداخلي، وها نحن نستورد الرياء والتزلف من الأشقاء أيضا؟![email protected]




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)