الجزائر

بكيت فرحاً وخوفاً بعد تقبيل الحجر الأسود



لا ينسى الفنان المصري أشرف عبد الباقي اللحظات العظيمة التي عاشها في رحاب الأراضي المقدسة ويقول: مازلت أتذكر تلك اللحظات الخاصة عندما قمت بأول زيارة إلى الأراضي المقدسة والتي امتزجت فيها فيض من المشاعر المتناقضة والمختلطة بين السعادة والرهبة والخوف والطمأنينة والراحة النفسية، ولاشك أن أول مرة يكون لها طعم ومذاق خاص لا يوصف يكفي أنك تكون بين جنبات الرحاب الطاهرة وأمام بيت الله الحرام وإلى جوار الرسول (صلى الله عليه وسلم)، تستشعر أنك أحد ضيوف الرحمن وأن وجودك في هذه البقعة المقدسة إنما هو بناء على دعوة الحق سبحانه وتعالى لك، كل هذا يجعل الإنسان ينسى الدنيا وما فيها ويحاول أن يستغل هذه الفرصة في التقرب إلى المولى عز وجل، ولا يمكن أن أنسى ما حييت ذكريات أداء مناسك الحج لأول مرة، رأيت مشهداً فوق الكلمات، آية من آيات الله في الأرض يجسدها هؤلاء المسلمون وهم راكعون خاشعون ساجدون عاكفون لله رب العالمين، وأذكر أنني طوال أيام الحج كنت في حالة من السمو الروحي فقد انفصلت عن كل مشاغل الدنيا وهمومها.ويضيف عبد الباقي كثيراً ما كنت أسمع عن رهبة الأراضي المقدسة والدموع التي تفيض بمجرد رؤية الكعبة المشرفة ولكنني كنت أعتبر ذلك من قبيل المبالغة ولا أتصور أن يحدث هذا لي، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وتبخرت كل الظنون والاعتقادات من أول وهلة تراءى أمامي مشهد الكعبة فقد بكيت بحرقة شديدة لم تحدث لي من قبل وانهطلت الدموع أمطاراً، واستشعرت عظمة وجلال تلك الفريضة فلا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تجمع ملايين البشر من أطراف الأرض وأجناسها المختلفة في وقت واحد ومكان واحد يؤدون نفس الشعائر والصلوات، ولقد وقفت أمام الكعبة المشرفة أدعو ربي وأبكي، أدعوه ألا يحرمني لقياه، ومن الصلاة في بيته الحرام، ومن أن تكتحل عيناي ببيته العتيق، فأنا مقتنع تماماً بأن القرار ليس ملكي أنا بل هو بيد الله عز وجل ودعوة خاصة جداً يهبها لمن يشاء من عباده.
ويوضح عبدالباقي أن تقبيل الحجر الأسود كان مغامرة كبرى من شدة الزحام وعندما تمكنت من تقبيله انخرطت بعدها في نوبة من البكاء، وأحسست قلبي يخفق بشدة من فرط الفرحة والخوف في آن واحد، جميع أوصالي تنتفض، لقد أحببت المدينة المنورة حباً جماً، وكلما كنت أسير فيها أشعر وكأنني سوف أقابل الرسول (صلى الله عليه وسلم) أو أحد الصحابة، ولكن أكثر اللحظات خشوعاً ورهبة على الإطلاق عندما وقفت أمام قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو منظر لا يفارق مخيلتي أبداً فقد سيطرت عليّ حالة خاصة من الوجد والخشوع أمام عظمة هذا المكان لم أستطع معها أن أمنع نفسي من البكاء.
ويشير إلى أن هناك سراً غامضاً في مكة والمدينة، فمنذ لحظة وصولك إليهما تكتشف أن كل شيء يأسر قلبك ويولد لديك الرغبة في العودة إليه مرات ومرات دون أن تمل أو تسأم، وهذا ما حدث لي منذ الزيارة الأولى لأداء فريضة الحج وظل قلبي متعلقاًَ بهذه الأماكن المقدسة وأحرص على أداء العمرة والحج، لأن رحلتي الأولى للحج غيّرت حياتي للأفضل وأنا أحرص على هذا التغيير في سلوكياتي وحياتي الخاصة والعامة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)